بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الكرام ورحمة الله وبركاته أطيب تحية نحييكم بها ونحن نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأحبة من معالي الأخلاق التي يحبها الله لعباده لعظيم بركاته عليهم حسن الاستفادة من نعمة الحياة الدنيا والصحة والفراغ والاجتهاد فيها بالأعمال الصالحة التي فيها عمران الحياة الأخروية الخالدة وسعادتها. روي في كتاب أمالي الشيخ الطوسي مسنداً عن حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال للصحابي الجليل ذا اللهجة الصادقة أبي ذر الغفاري رضوان الله عليه "يا أبا ذر نعمتان مغبون بهما كثير من الناس الصحة والفراغ. يا أبا ذر إغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك".
ومن لايتحلى بهذا الخلق الكريم مستمعينا الكرام فهو بلاريب المغبون الذي خسر الدنيا والآخرة كما يصرح بذلك مولانا ناشر السنة المحمدية الامام جعفر الصادق حيث روي عنه في كتاب معاني الأخبار أنه قال "المغبون من غبن عمره ساعة بعد ساعة".
أيها الأخوة والأخوات والتخلق بخلق حسن الاستفادة من نعمة الحياة الدنيا بالعمل الصالح يقي الانسان من الحسرة في يوم القيامة ويعود عليه بأعظم البركات في الدارين كما يهدينا مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فقد روي في كتاب الكافي عن حفيده الامام زين العابدين عليه السلام أنه كان يكرر في مواعظه قوله "إنما الدهر ثلاثة أيام أنت فيما بينهن، مضى أمس بما فيه فلايرجع أبداً فإن كنت عملت فيه خيراً لم تحزن لذهابه وفرحت بما أسلفته فيه وإن تكن قد فرطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه وتفريطك فيه".
وبعد أن ذكر عليه السلام حال الانسان في يومه وغده عمد الى بيان سبيل التحلي بحسن الاستفادة من العمر داعياً للإستعانة بالله للإجتهاد في عمل الصالحات. قال صلوات الله وسلامه عليه "فإعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيام إلا يومه الذي أصبح فيه وليلته فإعمل والله المعين على ذلك".
مستمعينا الكرام وتتأكد ضرورات وأهمية التخلق بهذا الخلق المبارك كلما تقدم الانسان في العمر وإن كان هو امراً ضرورياً منذ البداية. روي في الكافي عن مولانا الامام محمد الباقر صلوات الله عليه قال "اذا اتت على الرجل أربعون سنة قيل له خذ حذرك فإنك غير معذور وليس إبن الأربعين أحق بالحذر من إبن العشرين فإن الذي يطلبها واحد وليس براقد عن الموت وإنتهاء فرصة الحياة الدنيا فإعمل لما امامك من الهول ودع عنك فضول القول".
وأخيراً مستمعينا الكرام فإن عدم التخلق بهذا الخلق الايماني علامة الأسر بأسر الدنيا وزخارفها فيكون التحرر منها مفتاح التحلي به. قال مولانا الامام الصادق عليه السلام كما في كتاب الكافي "المسجون من سجنته دنياه عن آخرته".
أحباءنا تقبلوا منا خالص الشكر على طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق. تقبل الله أعمالكم ودمتم بألف خير.