بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم مستمعينا الأعزاء أهلاً بكم مستمعينا الأفاضل الى هذا البرنامج معالي الأخلاق.
أيها الأحبة من أهم اخلاق أحباء الله هو خلق محاسبة النفس وضبطها في إطار السير على الصراط الإلهي المستقيم الموصل الى كل كمال وكل خير وكل بركة. تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل إستثمار المؤمن لوقته بما فيه صلاحه هو أهم منارات التخلق بخلق محاسبة النفس قبل العمل وهذا ما تهدينا اليه كثير من النصوص الشريفة منها ما روي في كتاب الخصال عن سيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وآله، أنه قال في وصيته لوصيه المرتضى عليه السلام: "ياعلي بادر بأربع قبل أربع، شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وحياتك قبل موتك".
وهذا في الواقع مستمعينا الأفاضل هو إستجابة للأمر القرآني الوارد في قوله عزوجل "وإبتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله اليك ولاتبغ الفساد في الأرض إن الله لايجب المفسدين". فالمراد فيه أن لايغفل الانسان عن إبتغاء الدار الآخرة فيما آتاه الله من نصيب من نعم الحياة الدنيا كما هو واضح من سياق الآية.
روي في كتاب معاني الأخبار عن الامام علي سيد البلغاء عليه السلام أنه قال: "ولاتنس نصيبك من الدنيا" يعني لاتنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك أن تطلب بها الآخرة.
مستمعينا الأطائب ويبين لنا مولانا امير المؤمنين عليه السلام منهجاً عملياً لمحاسبة النفس وهو يجيب على من سأله: كيف يحاسب المرء نفسه؟ فقال كما في كتاب هداية الأمة الى أحكام الأئمة: اذا أصبح ثم امسى رجع الى نفسه وقال "يانفسي إن هذا يوم مضى عليك لايعود اليك أبداً والله يسألك عنه بما أفنيتيه، فما الذي عملت فيه؟ أذكرت الله أم حمدتيه؟ أقضيت حوائج مؤمن فيه؟ أنفست عنه كربة؟ أحفظتيه بظهر الغيب في اهله وولده؟ أحفظتيه بعد الموت في مخلفيه؟ أكففت عن غيبة أخ مؤمن؟ أأعنت مسلماً؟ ما الذي صنعت فيه؟. ثم قال عليه السلام: فيذكر ما كان منه فإن ذكر أنه جرى فيه خير حمد الله وكبره على توفيقه وإن ذكر معصية او تقصيراً إستغفر الله وعزم على ترك معاودته".
أيها الكرام إستمعتم الى برنامج معالي الأخلاق من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لحسن متابعتكم والى اللقاء.