بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله الرحيم الغفار عليكم مستمعينا الاطائب ورحمة منه وبركات ازكى التحيات نهديها لكم في مطلع لقاء جديد من برنامجكم هذا نستنير فيه بطائفة اخرى من النصوص الشريفة التي تهدينا الى بركات التخلق بخلق (المداومة على الاستغفار) وقد عرفنا في لقاءات سابقة أنه من اخلاق النبيين وسيدهم المصطفى –عليه وآله وعليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام-، وهو يمثل من أسمى سجايا التواضع والخضوع لله والاستزادة من بركاته تبارك وتعالى... معكم والمزيد من تلكم النصوص المباركة فابقوا معنا:
نبدأ ايها الاحبة بما روي في كتاب (عيون الاخبار) مسنداً عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- انه قال:
"من انعم الله عزوجل عليه نعمة فليحمد الله، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ومن حزنه أمرٌ فليقل: لا حول ولا قوة الا بالله"
ونلاحظ ايها الافاضل في هذا الحديث النبوي المبارك جميل الربط بين الشكر لله وهو من اسمى اخلاق الاحرار وبين الاستغفار، وفي ذلك الاشارة الى سمو مرتبة هذا الخلق الكريم.
ولا يقتصر اثر التحلي بخلق مداومة الاستغفار على استنزال الرزق الالهي المعنوي والمادي بل هو كالشكر يزيد من الرزق، فقد روي في كتاب (غرر الحكم) عن مولى الموحدين الامام علي –عليه السلام- انه قال: "الاستغفار يزيد في الرزق".
ايها الافاضل، ويبين لنا مولانا الامام جعفر الصادق ان الشيطان واتباع وساوسه بطول الامل من اهم ما يصد الانسان عن التحلي بهذا الخلق المبارك فقد روي في امالي الصدوق انه –عليه السلام- قال:
"لما نزلت هذه الآية "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"، صعد ابليس جبلاً بمكة يقال له (ثور)، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته –أي جنده- فاجتمعوا اليه فقال: نزلت هذه الآية فمن لها؟
فقام عفريت من الشياطين فقال: انا لها بكذا وكذا –أي من اساليب الغواية والصد عن سبيل الله- فقال: لست لها، ثم قال لها آخر فقال مثل ذلك، فقال: لست لها، فقال الوساوس الخناس: أنا لها، قال [الشيطان]: بماذا؟ قال: أعدهم وأمنيهم حتى يواقعوا الخطيئة فاذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار، فقال: أنت لها، فوكله بها الى يوم القيامة".
جزيل الشكر نقدمه لكم ايها الاكارم على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق دمتم بكل خير.