بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الاطائب ورحمة الله وبركاته، طبتم وطابت اوقاتكم بكل ما يحبه الله لكم ويرضاه، أهلاً بكم في هذه اللقاءات المتجددة في رحاب معالي الاخلاق، ومنها خلق المبادرة الى التوبة والاستغفار وتبديل الحسنة بالسيئة، وهو من مكارم الاخلاق التي تستتبع محبة الله ورضوانه فهو تبارك وتعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين، تابعونا مشكورين:
أيها الاحبة نبدا بابهاج قلوبنا وقلوبكم ببشارة نبوية تبشرنا بان التحلي بهذا الخلق الكريم سبب للنجاة من جميع اشكال الشقاء والحرمان، فقد روي في كتاب الكافي عن نبي الرحمة حبيبنا الهادي المختار –صلوات ربي عليه وآله الاطهار- انه قال: "يهم العبد بالحسنة ان يفعلها فان هو لم يعملها كتب الله حسنة بحسن نيته وان هو عملها كتب الله له عشراً [يعني من الحسنات]
ثم قال –صلى الله عليه وآله-: (ويهم بالسيئة ان يعملها، فان لم يعملها لم يكتب عليه شيء، وان هو عملها اجل سبع ساعات، وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات...: لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها، فان الله عزوجل يقول "إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ - وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" (سورة هود ۱۱٥)، او [يتبعها] الاستغفار،.."
ثم قال –صلى الله عليه وآله-: "وان مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة او استغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات: اكتب على الشقي المحروم"
ايها الاخوة والاخوات، ومن ثمار التحلي بخلق المبادرة للتوبة الفوز بستر الله عزوجل على التائب في الدنيا والآخرة، فقد روي في كتاب الكافي وغيره عن مولانا الامام الصادق –عليه السلام- قال:
"اذا تاب العبد توبة نصوحاً احبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة" فسأله الراوي: وكيف يستر عليه؟ اجاب –صلوات الله عليه-:
"ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ويوحي الى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي الى بقاع الارض: اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب".
كما أن من ثمار تربية النفس على خلق المبادرة للتوبة عند كل خطأ صيانة لها من الوقوع في كبيرة الياس من رحمة الله، فقد روي في كتاب الكافي عن مولانا الامام محمد الباقر –عليه السلام- قال لاحد اصحابه:
"ذنوب المؤمن اذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة، اما والله انها ليست الا لاهل الايمان... اترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه ويتوب ثم لا يقبل الله توبته؟... كلما عاد المؤمن بالاستغفار عاد الله عليه بالمغفرة وان الله غفورٌ رحيم يقبل التوبة ويعفو عن السيئآت، فاياك ان تقنط المؤمنين من رحمة الله".
تقبل الله منكم مستمعينا الاطائب طيب الاستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق شكراً لكم وفي امان الله.