بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم أيها الاطائب ورحمة الله وبركاته، لكم منا أطيب تحية نستهل بها لقاء اليوم من هذا البرنامج، فأهلاً بكم في هذه الدقائق المباركة بأنوار النصوص المرغبة بمعالي الأخلاق التي يحبها الله لعباده.
نستنير في هذا اللقاء بطائفة من النصوص الشريفة التي تحثنا على التحلي بخلق (الحرص على صالح الناس ودفع الأذى عنهم). تابعونا على بركة الله.
أيها الاكارم، اقترنت كلمة (الحرص) بأحد الاخلاق المذمومة وهو خلق الحرص على الدنيا والمتع الفانية، ولكننا نجد أن القرآن الكريم استفاد من مشتقات هذه المفردة لبيان احد انبل واعظم اخلاق صاحب الخلق العظيم الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وآله-، فقال في آخر سورة التوبة:
" لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ{۱۲۸}"
اذن فالحرص يصبح من معالي الاخلاق اذا كان شدة اهتمام بتحقيق ما فيه صلاح الناس ودفع العنت والأذى عنهم، فهو يكون بذلك من اركان الاخلاق النبوية الفاضلة واكارم الاخلاق المحمدية الطيبة.
ويستفاد من الاحاديث الشريفة ان الاقتداء بالنبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- والتحلي بهذا الخلق النبيل سبب لتجدد المغفرة الالهية ونزول بركاتها على المؤمن بأستمرار، فقد قال الشيخ المفيد –رضوان الله عليه- في كتاب (المقنعة) ضمن ذكر اعمال يوم الجمعة:
"وإقرأ آخر التوبة {لقد جاءكم رسولٌ من انفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم بالمؤمنين رؤوف رحيم فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هوعليه توكلت وهو رب العرش العظيم}."
ثم قال –رضوان الله عليه-: "فانه روي عن أبي عبدالله الصادق –عليه السلام- أنه قال: من قرأ هذه الآيات حين يفرغ من صلاة الجمعة قبل ان يثني رجله كانت كفارة له ما بين الجمعة الى الجمعة".
أيها الاخوة والأخوات، ومن اوضح مصاديق صدق التحلي بهذا الخلق النبيل اخلاص النصيحة للناس كما صرح بذلك العلامة الطريحي في كتاب (مجمع البحرين)، ويتحقق ذلك بأن يتحرى المؤمن بذل كل ما في وسعه لدفع الأذى عن الناس وجلب الخير اليهم وفقنا الله واياكم لذلك ببركة الاقتداء بسيد المرسلين المبعوث رحمة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
اللهم أمين، وبهذا ننهي مستمعينا الاطائب لقاءً أخر من برنامجكم معالي الاخلاق شكراً لكم على طيب المتابعة ودمتم في أمان الله.