بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الاخوة والاخوات ورحمة من الله وبركات، أهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج.
مستمعينا الأفاضل، عقد الحر العاملي –رضوان الله عليه- في كتابه الموسوعي (وسائل الشيعه) باباً تحت عنوان (استحباب كتم المرض وكتم الشكوى منه)، وأورد فيه طائفة من النصوص الشريفة يستفاد منها بركات خلق كريم أشمل هو (كتمان البلاء وعدم الشكوى)، وهذا ما نتناوله في لقاء اليوم فتابعونا على بركة الله:
نصت الاحاديث الشريفة –أيها الاحبة- ان قلة الشكوى هي من أخلاق المؤمن كما ورد في خطبة أمير المؤمنين الإمام علي –عليه السلام- في صفات المؤمن المروية في كتاب الكافي حيث قال –صلوات الله عليه- هي جانب منها:
"لا يهتك ستراً ولا يكشف سراً، كثير البلوى، قليل الشكوى، ان رأى خيراً ذكره، وان عاين شراً ستره، يستر العيب ويحفظ الغيب، ويقيل العثرة ويغفر الزلة".
وقال –عليه السلام- في وصف أخ له يمدحه كما في نهج البلاغة:
"وكان لا يشكو وجعاً الا عند برئه".
أيها الأفاضل،ـ وتبشرنا الأحادي الشريفة بان التخلق بخلق كتمان البلاء وعدم الشكوى يثمر تخفيف البلاء ودفع الله عزوجل له عن عباده؛ فقد روي في كتاب (جامع الأخبار) أن الامام الباقر أوصى أحد ولده فقال –عليه السلام-:
"يا بني، من كتم بلاءً ابتلي به عن الناس وشكا ذلك الى الله عزوجل كان حقاً على الله ان يعافيه من ذلك البلاء".
كما أن من بركات التحلي بهذا الخلق الفوز بالمغفرة الالهية، فقد روى القاضي النعمان المغربي عن الامام علي أمير المؤمنين أنه –عليه السلام- قال:
"المريض في سجن الله تمحى سيئآته ما لم يشك الى عواده"كما يبشرنا الحديث القدسي المروي في كتاب الكافي أن الله عزوجل يبدل المتخلق بهذا الخلق الكريم البلاء الى نعمة، فعن مولانا الامام الصادق –عليه السلام- قال:
"قال الله عزوجل: أيما عبد ابتليته ببلية فكتم ذلك عوّاده ثلاثاً أبدلته لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمه وبشراً خيراً من بشره، فان أبقيته ابقيته ولا ذنب له وان مات مات الى رحمتي".
نشكر لكم ايها الاطائب طيب الاستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق دمتم في رعاية الله سالمين.