أمضى أمير كبير طفولته وحداثته في كنف أسرة قائم مقام الفراهاني احد أدباء عصره. وكان على قدر كبير من الفطنة والدراية والذكاء. يقال: كان في طفولته يأتي بغداء أبناء قائم مقام الفراهاني، ولدى عودته لأخذ الأواني كان يمكث واقفاً في الحجرة ويتعلم ما يلقبه المعلم من دروس. ذات يوم قدم قائم مقام الفراهاني ليختبر أبناءه، الذين أخفقوا في الرد على أسئلة أباهم. أما امير كبير، فانه اجاب عما سئل. سأله قائم مقام الفراهاني: تقي أين درست؟ أجاب: حين كنت آتي بغذاء أبناء حضرتكم، كنت وأنا واقف أستمع، فأنعم قائم مقام عليه، لكن امير كبير أبى وبكى. قال له ما تريد؟ أجاب: مر المعلم مثلما يدرس ابناء حضرتكم يدرسني أنا أيضاً. فاجابه قائم مقام بذلك وأوعز الى المعلم بتعليم أمير كبير كذلك. مضت فترتا طفولة الميرزا تقي خان وشبابه تحت اشراف قائم مقام الفراهاني وتربيته.
وأتقن أساليب السكرتارية، وكتابة الرسائل، وإصدار أحكام الديوان من قائم مقام الفراهاني الذي اناط إليه مهمة تحرير بعض من الاحكام والرسائل. ومع مرور الأيام انحصرت مهمة الميرزا تقي خان بالسكرتارية إذ كان يتقن دقائق المسائل الادارية وما يتعلق بالديوان. حتى إنتقاه ناصر الدين شاه الذي لمس في الميرزا تقي خان الكفاءة والدراية لمنصب الصدارة العظمى. خصوصيات شخصية أمير كبير كان أمير كبير، ضخماً وقوياً، ورشيقاً ووسيماً وذكياً. يذكر انه في شبابه كان مولعاً بالمصارعة، ويذهب لممارسة هذه الهواية خاصة وانه كان شهماً ويتصف بمواصفات الفتوة والخلق الحميدة الرياضية... صادق القول والفعل. كان السهر على أمور البلاد الشغل الشاغل، وحتى الأهم من صحته وسلامته. كان نافذ البصيرة، وقوي الأعصاب حتى في أصعب الظروف والأحوال. عارفاً للجميل، لم يغره المنصب الذي هو فيه، ولم يتكبر. لم يكرم أحداً ولم يقربه إليه لغير سبب... وكان يلاحظ ويضع في اعتباره كل خدمة تسدى إليه مهما صغرت او كبرت. وذلك نظراً لسلامة روحه ونفسه، وكان تعاطيه مع سفراء الدول الاجنبية متسماً بنوع من الكبرياء والغرور. كان بسيط الملبس. جبّة وطربوشاً يمتاز نوعا ما طولاً. كان ملتزماً بالمسائل الشرعية ويقيم الصلوة ويصوم رمضان المبارك، ولم يفته الدعاء وزيارة عاشوراء. كان مدمنا على الشيشة، وان كان قد احتفظ بكامل الصحة وسلامة بدنه حتى الرمق الأخير.
كان امير كبير محباً للأسرة وخاصة لوالدته التي كان يعيرها بالغ المحبة والعطف والاحترام والحنان. انجازات امير كبير لدى توليه الصدارة من انجازاته نظم امور المجتمع وقطع الطريق على كل ظالم ومتجبر، ومفسد وشرير وقاطع طريق. وضع حد للرشوة والإرتشاء... والبت في خزانة الدولة بعد ما كانت خاوية، وقطع مخصصات الكثير من رجال البلاط ومنتسبيهم، فيما خصص مرتباً لشخص الشاه ومن إنجازات أمير كبير المهمة أيضاً، تأسيس دائرة التحرّيات للوقوف على علاقة موظفي الدولة وعامليها. فكان هؤلاء الموظفون يتفقدون أمور المجتمع متنكرين بملابس الرعاة، والمتسولين، والباعة المتجولين، وقطاع الطريق. فعم العدل كل مكان، واوكل امر المحاكم الشرعية للعلماء الصالحين، وألغى كل صنوف التعذيب، وحاول بتحديث امر السياسة تعريف الناس العلوم الحديثة. ومن انجازات امير كبير المشهودة إلزام كل ابناء الشعب بالتطعيم ضد الجدري، وتأسيس مستلزمات النقل البريدي لارسال رسائل المواطنين ومرسولاتهم من نقطة لاخرى. اللافت في وعي امير كبير ونظرته الفاحصة، بناء الدور السكنية لأبناء الشعب. انه بنى ۲۰۰ وحدة سكنية في ضاحية العاصمة طهران. أنشا مدرسة دار الفنون وفتح اولى صحيفة في ايران هي صحيفة وقايع إتفاقية. ومن منجزاته كذلك يشار إلى انشاء مصانع النسيج، السكر، والصيني والبلور، والورق، والحديد لقد قام امير كبير باعمال كثيرة خلال توليه منصب الصدارة خدمة لشعبه ووطنه... إلا ان أعداءه وخصومه لم يقووا على ذلك فعمدوا صبيحة يوم الجمعة العشرين من شهر دي عام ۱۲۳۰ للهجرة الشمسية، أي في مثل هذا اليوم من العام الميلادي ۱۸٥۱ إلى قتل هذا الرجل العظيم في حمام فين بمدينة كاشان.