بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم أيها الاكارم ورحمة وبركات، أطيب التحيات يسرنا ان نحييكم بها في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج، ننور قلوبنا فيه بطائفة أخرى من النصوص الشريفة التي ترسخ فيها محبة أزكى اخلاق المؤمنين التي يحبها الله عزوجل لعباده، ألا وهو خلق (الحياء)، قال مولانا الامام علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه في المنقول عنه في كتاب (عيون الحكم والمواعظ):
"الحياء تمام الكرم وأحسن الشيم وأفضل الحياء استحياؤك من الله، واصل المروءة الحياء وثمرتها العفة".
أعزاءنا المستمعين ونفهم من الحكم العلوية المتقدمة أن الحياء هو الخلق الذي يثمر التخلق به تخلق الانسان بفضيلة المروءة بما تعنيه من الأقبال على كل جميل من أعمال الخير والاحسان والاجتناب عن كل ما يستقبح ويكره من قبل الله والناس.
كما أن التخلق بهذا الخلق يجعل الإنسان عفيفاً في جميع شؤونه ومنها عفة البصر، ولذلك قال مولانا الموحدين –عليه السلام- كما ورد في كتاب (عيون الحكم والمواعظ) أيضاً:
"الحياء غض الطرف".
أيها الاخوة والاخوات، وحيث أن التخلق بخلق الحياء يجنب الانسان فعل القبائح، لذلك فهو عون على التطهر من الذنوب وبالتالي وسيلة للتوبة منها وغفران الله لها، والى هذا المعنى يشير مولانا أمير المؤمنين المرتضى –عليه السلام- كما ورد في المصدر المتقدم أنه قال:
"الحياء من الله يمحو كثير الخطايا... والحياء من الله تعالى يقي من عذاب النار".
أيها الأحبة، وتبشرنا الأحاديث الشريفة بأن التحلي بخلق الحياء هو من وسائل الاتصاف بصفات خلص شيعة أهل بيت النبوة –عليهم السلام- فيصبح المتخلق به قدوة للمؤمنين الذين يطلبون الرشاد، روى القاضي النعمان المغربي في كتاب شرح الأخبار عن الامام الصادق عن جده الامام علي –عليهما السلام- قال:
"ان لله عباداً من أوليائنا، رسخ عظيم جلال الله في قلوبهم، وأمكن الخوف –يعني من الله- من ضمائرهم، وجل الحياء بين أعينهم، وأوطنت الفكرة أفئدتهم، فنفوا عن الله تحريف الضالين وكذب الملحدين وشكوك المرتابين وحيرة المتحيرين وغلو المعتدين الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا، لا ترهقهم قترة... فهم سنام الإسلام ومصابيح العلم، كلامهم نور ومجانبتهم حسرة وهم الحجة من ذي الحجة ، المنصورون بحجج من إحتج الله تعالى به على خلقه، فإتبعوهم وإقتدوا بهم ترشدوا."
وبهذا نصل أحباءنا الى ختام حلقة اخرى من برنامجكم معالي الأخلاق شكراً لكم وفي أمان الله.