بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نقضي فيها دقائق مع طائفة أخرى من النصوص الشريفة التي تحبب الى القلوب التحلي بسيد أخلاق أهل الايمان ألا وهو خلق (الحياء) ويكفي أهله شرفاً أنهم من الذين يحبهم الله عزوجل؛ وهذا ما بشرنا به السراج الالهي المنير حبيبنا المصطفى حيث روى عنه الشيخ الجليل ابوالقاسم الكوفي في كتاب الأخلاق أنه –صلى الله عليه وآله- نظر الى رجل يغتسل بحيث يراه الناس، فقال:
"أيها الناس، ان الله يحب من عباده الحياء والستر، فأيكم إغتسل فليتوار من الناس فإن الحياء زينة الإسلام".
أيها الافاضل ومن وصف الصادق الامين –صلى الله عليه وآله- للحياء بأنه زينة الاسلام نفهم ان المتخلق بخلق الحياء يكون من الدعاة الى الدين الالهي الحق بخلقه لانه بحيائه يظهر للآخرين جمال الاسلام.
كما أن التحلي بهذا الخلق الجميل هو من كمال الاسلام لله عزوجل ويعين صاحبه على استكمال صفات الايمان الأخرى ويطهره من الذنوب ويجعله يفوز برضاء الله جل جلاله، وقد بشرنا بكل هذه البركات لخلق الحياء شبيه المصطفى وسميه مولانا الامام الباقر –عليه السلام- في المروي عنه في كتاب (مستدرك الوسائل) أنه قال:
"أربعٌ من كن فيه كمل إسلامه وأعين على إيمانه ومحصت عنه ذنوبه ولقى ربه وهو عنه راض؛ ولو كان فيما بين قرنه الى قدمه ذنوبٌ حطها الله عنه، وهي: الوفاء بما يجعل الله على نفسه، وصدق اللسان مع الناس، والحياء مما يقبح عندالله وعند الناس، وحسن الخلق مع الأهل والناس".
كما أن في التحلي بخلق الحياء –مستمعينا الاعزاء- كمال الصبغة الانسانية، فقد أختص الله عزوجل الانسان وأكرمه بالحياء دون بقية الحيوانات، وجعله وسيلة في الانسان يرقى بها الى مراتب الخير والكمال وتعينه بالفطرة على التدين بالدين الحق جاء في كتاب (توحيد المفضل) قول مولانا الامام جعفر الصادق –عليه السلام-:
"أنظر يا مفضل الى ما خص به الانسان دون جميع الحيوان من هذا الخلق الجليل قدره العظيم غناؤه –أي بركاته-، أعني: الحياء، فلولاه لم يقر ضيف –اي لم يكرم- ولم يوف بعداة ولم تقض الحوائج، ولم يتحر الجميل، ولم يتنكب القبيح في شيء من الأشياء، حتى أن كثيراً من الأمور المفترضة أيضاً إنما يفعل للحياء، فان من الناس من لولا الحياء لم يرع حق والديه ولم يصل ذا رحم ولم يؤد أمانة ولم يعف عن فاحشة... أفلا ترى كيف وفيّ الإنسان جميع الخلال التي فيها صلاحه وتمام أمره؟"
إنتهى أحباءنا لقاءنا بكم اليوم ضمن برنامج معالي الاخلاق، شكراً لكم على كرم الإستماع ودمتم في أطيب الأوقات سالمين غائمين والحمدلله رب العالمين.