بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله وبركاته، طابت أوقاتكم بكل ما تحبون وأهلاً بكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج نقضي فيها دقائق مع طائفة أخرى من النصوص الشريفة التي تفتح القلوب على التحلي بأحد الأخلاق الفاضلة بل رأسها كما ورد في عدة من الأحاديث الشريفة، إنه خلق (الحياء) سواءٌ في التعامل مع الله أو مع الناس، تابعونا على بركة الله:
أيها الأحبة نبدأ بالوصف العلوي الجميل لهذا الخلق النبيل حيث يشبهه بالنور الذي يحبو الله به المؤمنين، فقد روي في كتاب عيون الحكم والمواعظ عن الامام علي أمير المؤمنين –عليه السلام- أنه قال:
"الإيمان شجرة أصلها اليقين وفرعها التقى ونورها الحياء وثمرها السخاء"
كما أن التخلق بخلق الحياء في التعامل مع الناس عن وسائل حفظ المودة والعلاقات السليمة على الصعيد الاجتماعي، فقد جاء في كتاب (تحف العقول) ضمن وصايا الامام الصادق –عليه السلام- لأصحابه أنه قال:
"لا تذهب الحشمة بينك وبين أخيك وأبق منها، فان ذهاب الحشمة ذهاب الحياء، وبقاء الحشمة بقاء المودة"
ايها الافاضل، ويهدينا حبيبنا الهادي المختار –صلى الله عليه وآله الأطهار- الى ان التخلق بخلق الحياء يعين الإنسان على التخلق بسائر الأخلاق الكريمة، فقد جاء في كتاب روضة الواعظين عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال:
"ما كان الحياء في شيء قط إلا زانه ولا كان الفحش في شيء قط الا شانه... إن لكل دين خلقاً وإن خلق الاسلام عارضة الحياء".
ونقل الشريف الرضي في كتاب المجازات النبويه قوله –صلى الله عليه وآله-:
"الحياء نظام الإيمان"
وعلق رضوان الله عليها بقوله: "وهذه استعارة والمراد أن الحياء يجمع خلال الإيمان ... لأن الانسان كثير الحياء يحجم عن مواقعة المعاصي.. فاذا قل حياؤه تفرق ايمانه".
أيها الاكارم وتهدينا النصوص الشريفة الى أن التحلي بخلق الحياء هو الستر العملي لعيوب الانسان فيكون عونا له على التطهر منها روى الشيخ الصدوق في كتاب (من لا يحضره الفقيه) عن سيد أهل الحياء الايماني الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وآله- أنه قال لوصيه المرتضى: "يا علي: الاسلام عريانٌ فلباسه الحياء وزينته الوفاء ومرؤته العمل الصالح وعماده الورع، ولكل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت".
وعلى العكس فإن الأعراض عن التخلق بخلق الحياء سببٌ لظهور عيوب الانسان وإزدياد المعاصي وزوال حجاب الايمان عنه، جاء في كتاب تحف العقول والاختصاص للشيخ المفيد عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال:
"من ألقى جلباب الحياء لا غيبة له"
لكم منا جزيل الشكر أيها الاكارم على كرم المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق دمتم بكل خير وفي أمان الله.