بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الاطائب ورحمة الله وبركاته طابت أوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نقضي فيها دقائق مع النصوص الشريفة التي تفتح قلوبنا على محبة خلق آخر من معالي الأخلاق هو خلق (حسن النية)، ومعناه أن تكون للإنسان نية حسنة في كل عمل يقوم به، أي أن ينوي التقرب الى الله عزوجل في كل أعماله مبتغياً مرضاة بطاعة أوامره وخدمة خلقه.
جاء في وصية النبي الأكرم –صلى الله عليه وآله- لأبي ذر الغفاري- رضوان الله عليه- : "يا أباذر ليكن لك في كل شيء نية حتى في النوم والأكل" أي أن تكون نية المؤمن في النوم والأكل الإستقواء بهما على العبادة والعمل الصالح.
أيها الاكارم، وقد روي من طرق الفريقين عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قوله: "انما الأعمال بالنيات، وانما لأمريء ما نوى"
يعني أن نية الخير وإبتغاء مرضاة الله عزوجل هي التي تجعل الاعمال من الصالحات التي يثيب الله تبارك وتعالى عليها مهما كان ظاهر العمل روي في كتاب المحاسن عن إمامنا الصادق –عليه السلام- أنه قال:
"ان الله يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة".
وروي من طرق أهل البيت –عليهم السلام- عن جدهم المصطفى –صلى الله عليه وآله- كما في كتاب وسائل الشيعة أنه قال:
"إنما الأعمال بالنيات، ولكل إمرء ما نوى، فمن غزى ابتغاء ما عندالله فقد وقع أجره على الله عزوجل، ومن غزى يريد عرض الدنيا... لم يكن له إلا ما نوى".
أيها الاخوة والأخوات، وتصرح أحاديث أهل بيت الرحمة –عليهم السلام- أن سعة رحمة الله تبارك وتعالى إقتضت أن يعطي الله عزوجل ثوابه الجميل لمن نوى خيراً من عمل وان لم يستطع القيام به، فقد روي في كتاب الكافي عن إمامنا الصادق –عليه السلام- قال:
"ان العبد المؤمن الفقير ليقول: يا رب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير، فاذا علم الله ذلك منه بصدق نية كتب الله له من الأجر مثل ما يكتب له لو عمله، ان الله واسعٌ كريمٌ".
ومن بركات التحلي بخلق حسن النية ونية الخير قبول الله عزوجل لأعمال المؤمن، كما يصرح بذلك الحديث الشريف المروي في كتاب (المحاسن) مسنداً عن أبي بصير قال:
"سألت ابا عبدالله الصادق عليه السلام عن حد العبادة التي إذا فعلها فاعلها كان مؤديا [يعني مؤدياً حقها]، فقال عليه السلام: حسن النية بالطاعة".
كما أن نية الخير تستتبع استمرار نزول البركات الالهية على صاحبها فيكون الأجر مضاعفاً أضعافاً كثيرة على قدر نية الخير لا على قدر العمل، وهذا ما يشير اليه الحديث المروي في كتاب (علل الشرائع) والكافي والمحاسن عن إمامنا الصادق صلوات الله عليه قال:
"إنما خلد أهل النار في النار لأن نياتهم كانت أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبداً، وانما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبداً، فالبنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا –عليه السلام- قوله تعالى " قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ" (سورة الإسراء ۸٤)، وقال: على نيته".
نسأل الله لنا ولكم أيها الأحبة حسن النية في جميع حركاتنا وسكناتنا إنه سميع مجيب، اللهم أمين وتقبل الله منكم حسن الاصغاء لحلقة اليوم من برنامج معالي الأخلاق دمتم بألف خير.