بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات ورحمة من الله وبركات، اطيب تحية نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصها لأحد أكرم معالي الاخلاق التي يحبها الله ورسوله –صلى الله عليه وآله- وهي الصلابة والاستقامة على الدين الحق في جميع الاحوال، تابعونا على بركة الله:
ايها الاحبة امر الله تبارك وتعالى نبيه الاكرم –صلى الله عليه وآله- بالتحلي بخلق الاستقامة على الحق فقال عز من قائل في الآيتين (۱۱۲ و۱۱۳) من سورة هود:
"فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ{۱۱۲} وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ{۱۱۳}"
وبشر عزوجل المتحلين بهذا الخلق الكريم بتأييد الملائكة ونصرتهم لهم وحسن العاقبة والفوز في الآخرة فضلاً عن الحياة الدنيا كما جاء في الآيتين (۳۰و۳۱) من سورة فصلت وهي قوله عزوجل:
"ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون"
كما ان التحلي بخلق الاستقامة على الحق وسيلة الفوز بالنفس المطمئنة والسكينة، قال عزوجل في الآية ۱۳ من سورة الاحقاف:
"ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون".
(صدق الله العلي العظيم)
ايها الافاضل والتحلي بخلق الاستقامة على الحق هو من علامات صدق الايمان واستقراره في القلب، قال امامنا محمد الباقر –عليه السلام- في المروي عنه في كتاب (الكافي):
"المؤمن اصلب من الجبل، الجبل يستقل منه والمؤمن لا يستقل من دينه شيء".
وروى الشيخ الصدوق في كتاب (صفات الشيعة) بسنده عن الامام جعفر الصادق –صلوات الله عليه- انه قال:
"ان المؤمن اشد من زبر الحديد، ان زبر الحديد اذا دخل النار تغير وان المؤمن لو قتل ونشر ثم قتل لم يتغير قلبه".
كما إن عظيم بركات التحلي بخلق الاستقامة على الحق الفوز بدعاء أئمة العترة المحمدية –عليهم السلام- واعانتهم للمؤمن على الثبات والفوز بقربهم ومحبتهم وبالتالي حب الله ورضاه وحسن العاقبة، والى هذا يشير ما رواه ثقة الاسلام الكليني في كتاب الكافي بسنده عن مولانا الامام جعفر الصادق –عليه السلام- انه قال:
"ان حواري عيسى –عليه السلام- كانوا شيعته وان شيعتنا حوارينا، وما كان حواري عيسى باطوع له من حوارينا لنا... فلا والله ما نصروه من اليهود ولا قاتلوا دونه، وشيعتنا والله لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره رسوله –صلى الله عليه وآله- ينصروننا ويقاتلون دوننا ويرهقون ويعذبون ويشردون في البلدان فجزاهم الله عنا خيرا".
جعلنا الله واياكم من خيار شيعة اهل بيت النبوة –عليهم السلام- الثابتين على الدين الحق انه سميع مجيب.
اللهم امين وبهذا ننهي حلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق طابت اوقاتكم بمرضاة الله ودمتم في رعايته سالمين.