بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الافاضل ورحمة الله وبركاته، طبتم وطابت اوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، نتابع فيها الاستهداء بالنصوص الشريفة الهادية الى خلق (التورع عن الهمز واللمز والطعن والسخرية بالآخرين)، وهو من مكارم الاخلاق التي يحبها الله ورسوله –صلى الله عليه وآله-، ويعني اجتناب الطعن في نوايا الآخرين والأساءة بالقول اليهم واساءة الظن بهم والتشكيك بصالحات أعمالهم، تابعونا مشكورين:
ايها الاخوة والاخوات، لعل من أشد النصوص الشريفة في التحذير من الهمز واللمز ودفع المؤمنين للتورع عنه، هو قول الله عزوجل: "وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ".
وقد ورد في تفسير هذه الآية الكريمة أن الهمز واللمز من أسباب مسخ شخصية الانسان وانحطاطه الى مرتبة حيوانية مؤذية، فقد روي في كتاب الخصال وغيره عن أمير المؤمنين –عليه السلام- قال:
"سألت رسول الله -صلى الله عليه وآله- عن المسوخ فقال هي ثلاثة عشر... الى أن قال: وأما العقرب فكان رجلاً لذاعاً لا يسلم من لسانه أحد"
وفي كتاب الخصال أيضاً عن الامام الصادق عن ابيه عن جده السجاد –عليهم السلام- قال:
"المسوخ من بني آدم ثلاثةعشر صنفاً –الى أن قال- واما العقرب فكان رجلاً همازاً لمازاً فمسخه الله عقرباً".
ويرغبنا النبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- في شدة التورع عن الهمز واللمز في الآخرين من خلال بيان شدة العقاب الأخروين للمبتلين بذلك، فقد روي في كتاب (عوالي اللآلي) وكذلك في تفسير علي بن ابراهيم عنه –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"رأيت ليلة الاسراء قوماً يقطع اللحم من جنوبهم ثم يلقمونه ويقال لهم: كلوا ما كنتم تأكلون من لحم أخيكم، فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الهمازون من امتك اللمازون".
وقد ذكر علي بن ابراهيم –رضوان الله عليه- في تفسيره بعض مصاديق الهمز واللمز الشائعة، فقال:
"ويلٌ لكل همزة، الذي يغمز ويستحقر الفقراء، وقوله {لمزة} الذي يلوي عنقه ورأسه ويغضب اذا رأى فقيراً أو سائلاً".
أيها الاخوة والأخوات، ومن بركات التحلي بخلق التورع عن الهمز واللمز والطعن وذكر عيوب الآخرين، تحقيق صدق العبودية لله عزوجل، لان عدم التورع عن ذلك مما يبعد العبودية الحقة كما يشير لذلك قول مولانا الامام الباقر –عليه السلام- المروي في كتاب (عقاب الاعمال) انه قال:
"بئس العبد عبدٌ همزة لمزة، يقبل بوجه ويدبر بآخر" ويستفاد من الحديث ان الهمز واللمز يوقعان في النفاق أيضاً، كما ان من آثارهما السيئة نفرة الناس عن صاحبهما واسائتهم الظن به وهذا ما يصرح به مولانا أمير المؤمنين حيث جاء في كتاب (غرر الحكم) قوله – عليه السلام-:
"الهماز مذموم مجروح".
والى هنا ينتهي ايها الاحبة لقاء اخر جمعنا بكم في رحاب برنامج معالي الاخلاق نشكر لكم طيب المتابعة ودمتم سالمين.