بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته، أطيب تحية نهديها لكم في مستهل لقاء اليوم من هذا البرنامج ولنا فيه وقفة قصيرة عن طائفة من النصوص الشريفة التي ترغبنا باحد معالي الاخلاق التي يحبها الله لعباده وجعل فيها صلاحهم، انه خلق (اشتغال المؤمن باصلاح عيوبه عن النظر الى عيوب الآخرين) وترك التحلي بها اكبر عيب كما يشير لذلك ما روي في الخصال عن السراج الرباني المنير والبشير النذير –صلى الله عليه وآله- انه قال:
"كفى بالمرء عيباً ان يعرف من الناس ما يجهل من نفسه ويستحي لهم مما هو فيه ويؤذي جليسه بما لا يعنيه"
ولذلك فقد أوصى –صلى الله عليه وآله- صاحبه الصدوق أباذر الغفاري –رضوان الله عليه- بالتحلي بخلق الانشغال بالاصلاح الذاتي عن تقصي عيوب الناس فقال:
"يا أباذر ... ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك ولا تجد عليهم فيما تأتي" يعني لا تغضب على الناس لقيامهم بقبيح ترتكبه انت أيضاً، وقال –صلى الله عليه وآله- ايضاً كما في رواية كتاب امالي الطوسي:
"ان اسرع الخير ثواباً البر، واسرع الشر عقاباً البغي، وكفى بالمرء عيباً ان يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه، وان يعير الناس بما لا يستطيع تركه".
اخوتنا الافاضل، ومن اعظم بركات الاستجابة للوصية والهداية المحمدية هذه، صرف جهد الانسان في اصلاح نفسه بلوغاً للتطهر الكامل من كل عيب، كما يشير امامنا جعفر الصادق –عليه السلام- في حديث مروي في كتاب الخصال والمحاسن وغيرهما وفيه اشارة ثانية الى حب الله عزوجل للمتحلين بهذا الخلق بحيث يجعلهم تحت ظله قال-عليه السلام-:
"ثلاثة في ظل عرش الله عزوجل يوم لا ظل الا ظله:
رجل انصف الناس من نفسه
ورجلٌ لم يقدم رجلاً ولم يؤخر رجلاً اخرى حتى يعلم ان ذلك لله عزوجل رضىً او سخط
ورجلٌ لم يعب أخاه بعيب حتى ينفي ذلك العيب من نفسه فانه لا ينفي منها عيباً الا بدا له عيبٌ آخر".
ايها الاحبة، ولاهمية هذا الخلق النبيل فقد اوصى به امير المؤمنين الوصي المرتضى –صلوات الله عليه- ولده، فقال مثلاً في وصيته للحسين -عليه السلام- المروية في كتاب (تحف العقول):
"أي بني من أبصر عيب نفسه شغل عن غيب غيره"
وقال كما في تفسير علي بن ابراهيم في بيان جميل عاقبة المتحلين بهذا الخلق:
"طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس"
وقال –صلوات الله عليه- ايضاً في بعض كلمات نهج البلاغة:
"اكبر العيب ان تعيب ما فيك مثله، ومن نظره في عيوب الناس فانكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الاحمق بعينه... طوبي لمن اشتغل بطاعة ربه وبكى على خطيئته فكان نفسه منه في شغل والناس منه في راحة".
وبهذا ننهي اعزاءنا لقاء آخر من برنامج معالي الاخلاق نشكر لكم طيب المتابعة ودمتم بكل خير.