بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم ايها الاطائب ورحمة الله وبركاته. وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
ايها الاخوة، مما يلفت الانتباه في مجاميعنا الروائية المعتبرة كثرة الاحاديث الشريفة التي تحث على الالتزام بخلق المصافحة مبينة عظيم ثوابه ومحبة الله له وامره عزوجل به حتى مع العدو وتأكيدها على الالتزام به بين المؤمنين خاصة والمسلمين عامة بل وحتى مع الاعداء كما أشرنا. وقد نقلنا في حلقة سابقة نماذج من الاحاديث الشريفة المصرحة بذلك.
وهذه التاكيدات الشرعية المشددة تشير الى اهمية التحلي بهذا الخلق وعظمة آثاره في تطويق مشاعر الشحناء والعداوة وتقوية روابط المودة؛ لذلك نخصص لقاء اليوم لطائفة اخرى من هذه الاحاديث المباركة، فتابعونا مشكورين.
تبلغ من شدة تأكيدات الاحاديث الشريفة على هذا الخلق مداها في الامر بالاكثار من المصافحة ولو كان الفراق لفترة قصيرة جداً، فقد روي في كتاب الكافي عن امامنا الباقر –عليه السلام- انه قال:
"ينبغي للمؤمنين اذا توارى أحدهما عن صاحبه بشجرة ثم التقيا ان يتصافحا"
وهذا الامر مستنبط من السنة النبوية كما يشير لذلك ما روي في الكافي أيضاً عن امامنا الصادق –عليه السلام- انه قال:
"كان المسلمون اذا غزوا مع رسول الله –صلى الله عليه وآله- ثم مروا بمكان كثير الشجر ثم خرجوا الى الفضاء نظر بعضهم الى بعض فتصافحوا"
وتؤكد الاحاديث الشريفة على استحباب عدم الإسراع في نزع اليه عند المصافحة اقتداءً بالنبي الاكرم اسوة المؤمنين، ففي الكافي عن الصادق –عليه السلام- ايضاً قال:
"ما صافح رسول الله –صلى الله عليه وآله- رجلاً قط فنزع يده حتى يكون هو الذي ينزع يده منه".
ويبشرنا مولانا الامام الباقر –عليه السلام- بعظمة اجر الاقتداء بهذه السنة النبوية حيث يقول في الحديث المروي عنه في الكافي:
"اذا صافح الرجل صاحبه فالذي يلزم التصافح اعظم اجراً من الذي يدع، الا وان الذنوب لتتحات فيما بينهم حتى لا يبقى ذنب".
ايها الاطائب ويصرح امامنا الصادق –عليه السلام- الى اثر الاخذ بهذا الخلق في ازالة الشحناء في قوله المروي في الكافي موصياً المؤمنين:
"تصافحوا فانها تذهب بالسخيمة"
وهذه الآثار وغيرها تتحصل في المعانقة أيضاً كما يشير لذلك قوله –عليه السلام- في الكتاب نفسه:
"ان المؤمنين اذا اعتنقا غمرتهما الرحمة فاذا التزما لا يريدان بذلك الا وجه الله ولا يريدان غرضاً من اغراض الدنيا قبل لهما: مغفوراً لكما فاستئنفا".
وهذا ايضاً من السنن النبوية كما تشير لذلك الرواية التالية التي نقلها الشهيد الاول محمد بن مكي العاملي في كتاب الاربعين مسنداً عن ابن بسطام قال:
كنت عند ابي عبدالله [الصادق] –عليه السلام- فأتى رجلٌ فقال: جعلت فداك يابن رسول الله انا من أهل الجبل، وربما لقيت رجلاً من اخواني فالتزمته فيعيب علي بعض الناس ويقولون: هذه من فعل الاعاجم واهل الشرك، فقال –عليه السلام- : "ولم ذاك؟ فقد التزم رسول الله –صلى الله عليه وآله- جعفراً [الطيار] وقبل بين عينيه".
انتهى ايها الاكارم لقاء اليوم من برنامج معالي الاخلاق تقبل الله منكم حسن الاصغاء وفي امان الله.