بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة نستقبلكم بها ونحن نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نخصصها لطائفة من الاحاديث الشريفة الحاثة على التحلي باحد الاخلاق الكريمة التي يحبها الله ورسوله –صلى الله عليه وآله-، انه خلق (الرحمة بالضعفاء وانصافهم)
وقد وردت في الحث عليه كثيرٌ من النصوص الشريفة نبداها بالاية الكريمة السادسة والثلاثين من سورة النساء حيث قال الله ارحم الراحمين:
"واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار ذي القربى والجار بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم ان الله لا يحب من كان مختالاً فخورا".
ومما يستفاد من هذه الآية الكريمة ان الرحمة بالضعفاء تنقذ الانسان من السقوط في رذيلة الفخر والتعالي والتكبر وهذه من صفات اعداء الله اعاذنا الله واياكم منها.
ايها الاطائب، ان من اعظم بركات التحلي بهذا الخلق النبيل هي كونه وسيلة للفوز برحمات الله الخاصة، كما يشير لذلك مولانا الامام جعفر الصادق في الحديث الذي رواه عنه الشيخ الصدوق في كتاب الامالي انه –عليه السلام- قال:
"من اراد ان يدخله الله عزوجل في رحمته ويسكنه جنته، فليحسن خلقه وليعطي النصف من نفسه وليرحم اليتيم وليعن الضعيف وليتواضع لله الذي خلقه".
كما ان التحلي بخلق رحمة الضعفاء واجتناب الحيف عليهم وظلمهم هو من وسائل الفوز باعلى مراتب القرب الالهي، فقد روي في كتاب امالي الصدوق عن الصادق –عليه السلام- قال:
"ثلاثة هم اقرب الخلق الى الله عزوجل يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب: رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه الى ان يحيف على من تحت يديه، ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع احدهما على الآخر بقدر شعيره، ورجلٌ قال الحق فيما عليه وله".
ايها الاكارم، ويستفاد من الاحاديث الشريفة ان التحلي بهذا الخلق الكريم هو من حقائق الايمان، اي من علامات الايمان الصادق ودخوله في قلب الانسان، وهذا ما يهدينا اليه حبيبنا الهادي المختار –صلوات الله عليه وآله الاطهار- في وصيته الشهيرة لوصيه المرتضى –عليه السلام- والمروية في كتاب الخصال وغيره، فقد جاء في جانب منها قوله –صلى الله عليه وآله- : "يا علي سيد الاعمال ثلاث خصال: انصافك الناس من نفسك، ومواساة الاخ في الله عزوجل وذكرك الله تبارك وتعالى على كل حال، يا علي ثلاث من حقائق الايمان: الانفاق من الاقتار وانصاف الناس من نفسك وبذل العلم للمتعلم".
وفقنا الله واياكم ايها الاطائب للمزيد من التحلي بالاخلاق التي يحبها الله عزوجل لعباده ومنها خلق الرحمة بالضعفاء وانصافهم، ببركة التمسك بولاية كنوز رحمة للعالمين محمد وآله الطاهرين –صلوات الله عليهم اجمعين-، اللهم امين.
شكراً لكم على طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق الى لقائنا المقبل باذن الله دمتم بالف الف خير.