بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم ايها الاطائب، اطيب تحية مباركة نهديها لكم ونحن نلتقيكم بتوفيق الله في حلقة اخرى من هذا البرنامج، نستنير فيها بطائفة من النصوص الشريفة المبينة لفضيلة احد اسمى الاخلاق الالهية التي يحبها الله عزوجل لعباده وهو خلق (الغيرة).
واصل هذا الخلق يكون بامتلاك الانسان حالة تجعله يغيرلدفع اي اساءة او انتهاك للحرمات، ومن مصاديقه الغيرة على العيال، واجتناب الفواحش عموماً ما ظهر منها وما بطن؛ وبذلك يكمل تخلق الانسان بهذا الخلق الالهي، كما ينبهنا لذلك النبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- في المروي عنه في كتاب امالي الصدوق وغيره انه قال في احدى خطبه الجامعة:
"الا وان الله عزوجل حرم الحرام وحد الحدود، وما احدٌ اغير من الله، ومن غيرته حرم الفواحش ونهى ان يطلع الرجل في بيت جاره".
وهذا الخلق النبيل هو من اخلاق الانبياء –عليهم السلام- التي ينبغي التحلي بها لان فقدانها مما يستجلب السخط الالهي، فقد روي في كتاب الكافي وغيره من المصادر المعتبرة عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- انه قال:
"كان ابراهيم ابي غيوراً وانا اغيرمنه وجدع الله انف من لا يغار من المؤمنين".
وللتحلي بهذا الخلق الكريم اجر الجهاد في سبيل الله، ففي كتاب النوادر للسيد قطب الدين الراوندي باسناده عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال:
"كتب الله الجهاد على رجال امتي والغيرة على نساء امتي، فمن صبر منهم واحتسب اعطاه اجر شهيد". وقد روي من طرق الفريقين ان المقتول دون عرضه فهو شهيد.
ومن مصاديق ذلك عدم تعريض النساء لما يخالف الغيرة، ففي البحار عن ابن عباس قال: ان موسى –عليه السلام- كان رجلاً غيوراً لا يصحب الرفقة لئلا ترى امراته.
ايها الاخوة والاخوات، ومن مصاديق التحلي بخلق الغيرة الممدوحة اجتهاد الرجل في توفير احتياجات العائلة لكي لا يلجئهم الى غيره، وهذا ما يهدينا اليه حبيبنا الهادي المختار صلوات الله عليه وآله الاطهار، فقد روي في الكافي انه قال:
"الا اخبركم بخير رجالكم.... ان خير رجالكم التقي النقي، السمح الكفين [اي الكريم الذي لا يبخل على عياله والناس بما رزقه الله]، النقي الطرفين [اي العفيف، البر بوالديه، [والذي] لا يلجى عياله الى غيره".
والى هذا المعنى ايضاً يشير مولانا الامام الصادق –عليه السلام- وهو يحث على التحلي بهذا الخلق حيث قال كما في كتاب سفينة البحار:
"ان المرء يحتاج في منزله وعياله الى ثلاث خلال يتكلفها وان لم يكن في طبعه ذلك: -معاشرة جميلة وسعة بتقدير وغيرة بتحصن"
نسال الله لنا ولكم ايها الاخوة والاخوات مزيد التوفيق للتحلي بالاخلاق التي يحبها الله ورسوله –صلى الله عليه وآله-.
شكراً لكم على جميل المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق ودمتم بالف خير.