بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم إخوتنا الأعزاء ورحمة الله، معكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج نروح قلوبنا بطائفة من النصوص الشريفة الحاثة على التحلي بخلق (صلة الرحم) ونبدأ بهذه الوصية المحمدية البليغة المروية في كتاب الكافي عنه –صلى الله عليه وآله- قال:
"أوصي الشاهد من أمتي والغائب منهم ومن في أصلاب الرجال وأرحام النساء الى يوم القيامة، أن يصل الرحم وإن كانت منه على مسيرة سنة، فإن ذلك من الدين".
والتخلق بهذا الخلق هو من وسائل النجاة يوم القيامة كما ينبأنا بذلك الرسول الأعظم –صلى الله عليه وآله- حيث قال:
"حافتا الصراط يوم القيامة الرحم والأمانة، فاذا مرّ الوصول للرحم المؤدي للأمانة نفذ الى الجنة، وإذا مرّ الخائن للأمانة القطوع للرحم لم ينفعه معهما عمل وتكفأ به الصراط في النار".
هذا ما روي في كتاب الكافي وفيه أيضاً عن مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- قال:
"أول ناطق من الجوارح يوم القيامة الرحم تقول: يا رب من وصلني في الدنيا فصل اليوم ما بينك وبينه، ومن قطعني في الدنيا فأقطع اليوم ما بينك وبينه".
هذا في الآخرة أما في الدنيا فقد تحدثت النصوص الشريفة عن عظيم بركات التحلي بخلق صلة الرحم، ومنها زيادة العمر في خير وعافية، قال إمامنا الصادق –عليه السلام-:
"إن الرجل ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاث سنين فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة، إن الله تبارك وتعالى يفعل ما يشاء، وإن الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فيجعلها الله ثلاث سنين، إن الله يفعل ما يشاء".
وفي وصية له رواها الشيخ الكليني في كتاب الكافي، يحث مولانا أمير المؤمنين –صلوات الله عليه- الأغنياء على صلة أرحامهم الفقراء فيقول في بعض فقراتها:
"من بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه ويضاعف له في آخرته.. لا يزدادن أحدكم كبراً وعظماً في نفسه وناياً عن عشيرته إن كان موسراً في المال... ولا يغفل أحدكم عن القرابة بها الخصاصة [أي الحاجة والفقر]، لا يغفل أن يسدها بما لا ينفعه إن أمسكه ولا يضره إن إستهلكه"- يعني بذلك المال.
ونختم اللقاء بالحادثة التالية التي تبين شديد إهتمام أولياء الله الصادقين –عليهم السلام- بالإسراع بأزالة ما يؤدي الى القطيعة بين الأرحام، ففي الكافي عن صفوان الجمال قال:
وقع بين أبي عبدالله [الصادق] –عليه السلام- وبين عبدالله بن الحسن [من أبناء عمومته] كلامٌ حتى وقعت الضوضاء بينهما وإجتمع الناس فإفترقا تلك العشية بذلك.
وغدوت [صباحاً] في حاجة فاذا أنا بأبي عبدالله عليه السلام على باب عبدالله بن الحسن وهو يقول: يا جارية قولي لأبي محمد [أن يخرج]، فخرج فقال: يا أبا عبدالله ما بكر بك؟ فقال –عليه السلام-:
إني تلوت آية من كتاب الله عززوجل البارحة فأقلقتني، قال عبدالله بن الحسن: وما هي؟ قال –عليه السلام-: قول الله جل وعز ذكره "وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ".
فقال ابن الحسن:صدقت، لكأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله جل وعز قط، قال الراوي، فاعتنقا وبكيا.
وبهذا ننهي ايها الأعزاء لقاء اليوم من برنامج معالي الأخلاق شكراً لكم وفي أمان الله.