بسم الله الرحمن الرحيم
سلامٌ من الله عليكم أيها الأحبة ورحمة منه وبركات، أطيب تحية نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه للإستهداء بطائفة أخرى من النصوص الشريفة المبينة لفضيلة التحلي بخلق (صلة الرحم)، وكما أشرنا في حلقات سابقة فإن النصوص الشريفة تصرح بأن مصاديق التخلق بهذا الخلق النبيل تشمل صلة الرحم النسبي المعروف أي الأقرباء كما تشمل صلة الرحم الولائي والإيماني المتمثل بأسمى مراتبة في المؤمنين لا سيما محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، فمثلاً روي في الكافي عن عمربن يزيد أنه سأل الإمام الصادق –عليه السلام- عن قول الله عزوجل " وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ"، فقال:
"نزلت في رحم آل محمد –صلى الله عليه وآله- وقد تكون في قرابتك، فلا تكونن ممن يقول للشيء [يعني مما أنزل في القرآن] إنه في شيء واحد" يعني أن يحصره في مصداق واحد.
وفي الكافي أيضاً عن الجهم بن حميد قال: قلت لأبي عبدالله الصادق –عليه السلام-: تكون لي القرابة على غير أمري [يعني دينه]، ألهم علي حق؟ قال: نعم، حق الرحم لا يقطعه شيء، وإذا كانوا على أمرك كان لهم حقان: حق الرحم وحق الإسلام.
وقد عرفتنا الأحاديث الشريفة ضمن تأكيدها على التحلي بهذا الخلق وذكر بركاته، بالسبل العملية ومنها تفقد أحوال الأرحام والسلام عليكم، ففي الكافي عن أمير المؤمنين –عليه السلام- قال:
"صلوا أرحامكم ولو بالتسليم، يقول الله تبارك وتعالى "وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً"."
وعن الإمام الصادق –عليه السلام- قال:
"إن صلة الرحم والبر ليهونان الحساب ويعصمان من الذنوب، فصلوا أرحامكم وبروا إخوانكم ولو بحسن السلام ورد الجواب". يعني برد التحية بأحسن منها كما أمر القرآن الكريم.
وفي كتاب (قرب الإسناد) يشير –عليه السلام- الى أن أفضل مصاديق التحلي بهذا الخلق هو السعي في دفع الأذى عن الأرحام من أي جهة صدر، قال صلوات الله عليه:
"صل رحمك ولو بشربة من ماء وأفضل ما يوصل به الرحم كف الأذى عنها"
ومما لا شك فيه أن أعظم مصاديق صلة الرحم وأكثرها ثواباً هي صلة المؤذين من الأرحام، ففي الكافي عن إمامنا الصادق –عليه السلام- قال: "إن رجلاً أتى النبي –صلى الله عليه وآله- فقال: يا رسول الله، أهل بيتي أبوا إلا توثباً عليّ وقطيعة لي وشتيمة أفأ رفضهم؟ قال –صلى الله عليه وآله-: إذا يرفضكم الله جميعاً،
فقال الرجل: فكيف أصنع؟ قال: تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك، فإنك إن فعلت ذلك، كان لك من الله عليهم ظهير".
ولعل من مصاديق النصرة الإلهية لمن وصل من قطعه من الأرحام هو تحبيبه بينهم وتصفية خلقهم تجاهد وهذا من آثار التحلي بهذا الخلق كما يشير لذلك قول مولانا الإمام الباقر –عليه السلام- المروي في الكافي: "صلة الأرحام تحسن الخلق .. وتطيب النفس وتزيد في الرزق... وتزكي الأعمال وتدفع البلوى... وتحببه في أهل بيته، فليتق الله وليصل رحمه".
نشكر لكم أيها الأكارم طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (معالي الأخلاق) دمتم بألف خير وفي أمان الله.