بسم الله الرحمن الرحيم
سلامٌ من الله عليكم إخوة الإيمان والولاء، تحية مباركة طيبة نحييكم بها في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه لنقل طائفة من الأحاديث الشريفة المبينة لفضيلة التحلي بخلق صلة الرحم والتطهر من رذيلة قطع الرحم سواء كانت بمصداق الرحم النسبي أي الأرقاب أو المصداق المعنوي وهي الرحم الولائي الإيماني المتمثل في صلة رحم محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين كما صرحت بذلك كثيرٌ من الأحاديث الشريفة، منها ما رواه الشيخ الجليل علي بن إبراهيم القمي في تفسيره، في تفسير قول الله عزوجل "وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ" عن مولانا الإمام ابي الحسن الكاظم –عليه السلام- قال: "إن رحم آل محمد صلى الله عليه وآله معلقة بالعرش تقول: "اللهم صل من وصلني وأقطع من قطعني، وهي تجري في كل رحم" ".
يعني أنه حتى صلة الأرحام النسبيين ينبغي أن تكون بنية صلة الرحم المحمدية الولائية، أي بنية طاعه الله ورسوله –صلى الله عليه وآله- لأن الله أمر بصلة الرحم.
وقد حذر الله تبارك وتعالى من قطع الرحم بمختلف مصاديقه وإعتبره من مصاديق الإفساد في الأرض، فقال في الآية ۲۲ من سورة محمد –صلى الله عليه وآله-: "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ"
وروي في الكافي عن مولانا الإمام الباقر –عليه السلام- قال:
"قال لي أبي علي بن الحسين –عليهما السلام-:
يا بني إياك وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في كتاب الله... قال الله "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ{۲۲} أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ{۲۳}" ".
ويحذر النبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- أمته من أن قطيعة الرحمن من الذنوب التي تحرم الإنسان من الجنة فقد روي عنه في كتاب الخصاص أنه قال: "لا يدخل الجنة قاطع رحم"
وهي أيضاً من الذنوب التي تجلب الفقر، ففي الخصال عن مولانا أمير المؤمنين –عليه السلام- قال:
"قطيعة الرحم تورث الفقر"
ومثلما أن بركات التحلي بخلق صلة الرحم تشمل الجميع المؤمنين وغيرهم فإن قطيعة الرحم تسلب الجميع النعم الإلهية، كما يحذرنا من ذلك مولانا أمير المؤمنين –عليه السلام- في الحديث الذي رواه عنه الشيخ المفيد في كتاب الأمالي أنه قال:
"ثلاث خصال لا يموت صاحبهن حتى يرى وبالهن البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة، وأن أعجل الطاعة ثواباً لصلة الرحم، إن القوم ليكونون فجاراً فيتواصلون فتنمي أموالهم ويثرون، وإن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم تدع الديار بلاقع" أي خالية من النعم.
كما أن قطيعة الرحم من الذنوب التي تنزل عقوباتها بسرعة في أصحابها، ففي كتاب الخصال عن مولانا الباقر –عليه السلام- قال:
"أربعة أسرع شيء عقوبة: رجلٌ أحسنت إليك ويكافيك بالإحسان إليه الإساءة، ورجلٌ لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل عاهدته على أمر، فمن أمرك الوفاء له ومن أمره الغدر بك، ورجل يصل قرابته ويقطعونه".
أعاذنا الله وإياكم أيها الأطائب من قطيعة الرحم بكل أقسامها ووفقنا للمزيد من التحلي بخلق صلتها ببركة موالاة صفوته المنتجبين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين أمين، نشكر لكم جميل الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق..... دمتم بكل خير.