بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الأحبة ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نخصصها لطائفة أخرى من الأحاديث الشريفة المبينة لبركات التخلق بخلق (صلة الرحم) سواء بمصداقه النسبي أي الأقارب أو بمصداقه المعنوي وهو الرحم الولائي المتمثل بالمؤمنين خصوصاً سادتهم المعصومين محمد وآله الطاهرين –صلوات الله عليهم أجمعين- تابعونا على بركة الله.
أيها الأطائب، إن من أهم بركات التحلي بخلق صلة الرحم، هي الفوز بأعلى مراتب الجنان، فقد روى الشيخ الصدوق –رضوان الله عليه- في كتاب الخصال مسنداً عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال:
"إن في الجنة درجة لا يبلغها إلا إمامٌ عادل أو ذو رحم وصول، أو ذو عيال صبور"
كما أن من بركات صلة الرحم كونها وسيلة لقبول الأعمال الصالحة أي أنها تستجلب التأييد الإلهي الذي يطهر الأعمال من الرياء وغيره فقد روى الشيخ الزاهد الحسين بن سعيد في كتاب الزهد عن مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- قال:
"إن صلة الرحم تزكي الأعمال وتنمي الأموال وتيسر الحساب وتدفع البلوى وتزيد في العمر".
وصلة الرحم هي من الأخلاق التي جعلها الله وسيلة لزيادة الرزق المعنوي والمادي وطول العمر، ففي كتاب عيون أخبار الرضا –عليه السلام- مسنداً عن سيد الشهداء الإمام الحسين –عليه السلام- قال:
"من سره أن ينسأ في أجله ويزاد في رزقه فليصل رحمه"
وفي الأحاديث الشريفة تأكيد على أثر التخلق بخلق صلة الرحم في زيادة العمر، ففي أمالي الشيخ الصدوق عن مولانا أمير المؤمنين –عليه السلام- أنه قال لصاحبه نوف البكالي –رضوان الله عليه-:
"يانوف صل رحمك يزيد الله في عمرك"
وقد رويت في مصادرنا المعتبرة ككتاب الدلائل للحميري ورجال الكشي وغيرهما مسنداً عن ميسر –رضوان الله عليه- وهو من أصحاب الإمامين الباقر والصادق –عليهما السلام- قال:
"دخلنا على أبي جعفر الباقر –عليه السلام- ونحن جماعة فذكروا صلة الرحم والقرابة فقال ابو جعفر –عليه السلام-: يا ميسر أما إنه قد حضر أجلك غير مرة أو مرتين، كل ذلك يؤخر بصلتك قرابتك".
وفي حديث آخر أن أحدهما أي الباقر أو الصادق –عليهما السلام- قد قال له: "يا ميسر إني لأظنك وصولاً لقرابتك، قلت: نعم جعلت فداك، لقد كنت في السوق وأنا غلامٌ وأجرتي درهمان وكنت أعطي واحداً عمتي وواحداً خالتي، فقال –عليه السلام-: أما والله، لقد حضر أجلك مرتين كل ذلك يؤخر".
وفقنا الله وإياكم إخوة الإيمان للمزيد من توفيق التحلي بخلق صلة الرحم بيمن الإقتداء بصفوته المنتجبين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
اللهم أمين، نشكر لكم طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامج (معالي الأخلاق) الى لقائنا المقبل بأذن الله دمتم بألف خير.