بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله، تحية طيبة يسرنا أن نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج حيث نقضي دقائق في رحاب النصوص الشريفة الهادية الى الثمار الطيبة للتحلي بخلق (صلة الرحم) وهو من معالي الأخلاق وقد بلغ من سمو منزلته أن الله عزوجل قد قرنه بتقواه كما ينبهنا لذلك مولانا كريم المثوى الإمام جعفر الصادق –عليه السلام- في الحديث الذي رواه عنه الشيخ العياشي –رضوان الله عليه- في تفسيره، حيث سئل عن قول الله عزوجل في الآية
"وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ"، فأجاب –عليه السلام- قائلاً:
"هي أرحام الناس أمر الله تبارك وتعالى بصلتها وعظمها ألا ترى أنه جعلها معه؟"
ويتأكد أمر صلة الرحم بالنسبة للأرحام المعنوية اي صلة رحم المؤمنين وسادتهم أهل بيت النبوة –عليهم السلام-، ففي تفسير العياشي أيضاً عن مولانا الصادق –عليه السلام- قال:
"الرحم معلقة بالعرش، تقول اللهم صل من وصلني وإقطع من قطعني وهي رحم آل محمد –صلى الله عليه وآله- ورحم كل كل مؤمن وهو قول الله عزوجل {والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل"
وللتحلي بهذا الخلق الكريم في مصاديقه المادية أي النسبيه كالأقارب أو الولائيه والإيمانية أثار كثيرة منها ما يهدينا إليه مولانا سيد المرسلين –صلى الله عليه وآله- في الحديث المروي عنه في كتاب (قرب الأسناد) أنه قال:
"إن المعروف يمنع مصارع السوء وإن لصدقة تطفىء غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر وقول لا حول ولا قوة إلا بالله فيه شفاء من تسعة وتسعين داء أدناها الهم".
كما أن من بركات صلة الرحم زيادة الرزق وإنتشار روح المودة والمحبة، فقد روي في كتاب قرب الإسناد أيضاً عن مولانا الصادق –عليه السلام- قال:
"صلة الرحم منسأة في الأجل، مثراة في المال، محبة في الأهل" كما روي في كتاب (الخصال) للشيخ الصدوق عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"من سره أن يبسط له في رزقه وينسأله في أجله فليصل رحمه".
أما عن الأجر والثواب الأخروي لصلة الرحم فقد رويت في المصادر المعتبرة كثيرٌ من الأحاديث الشريفة منها ما في أمالي الشيخ الصدوق عن نبي الرحمة –صلى الله عليه وآله- قال:
"من مشى الى ذي قرابة بنفسه وما له ليصل رحمه أعطاه الله عزوجل أجر مئة شهيد، وله بكل خطوة أربعون ألف حسنة ويمحى عنه أربعون ألف سيئة ويرفع له من الدرجات مثل ذلك وكأنما عبد الله مئه سنة صابراً محتسباً".
ولا يخفى عليكم أن هذا الأجر العظيم يكمل لمن تحلى بهذا الخلق النبيل قربة الى الله عزوجل بأخلاق النية ويتأكد إذا كانت صلة الرحم لمن قطع الرحم، قال إمامنا زين العابدين –عليه السلام- كما في أمالي الصدوق: "ما من خطوة أحب الى الله عزوجل من خطوتين: خطوة يسد بها المؤمن صفاً في الله [يعني في الجهاد في سبيله عزوجل]، وخطوة الى ذي رحم قاطع"
نشكر لكم أيها الأكارم طيب المتابعة في حلقة اليوم من برنامج معالي الأخلاق إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.... دمتم بألف خير.