بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله عليكم إخوة الايمان ورحمة منه وبركات، أطيب تحية نهديها لكم، ونحن نلتقيكم بفضل الله في حلقة اليوم من هذا البرنامج، ننور قلوبنا فيها بطائفة من النصوص الشريفة المبينة لفضيلة التحلي بخلق النظر للوالدين برأفة ورحمة وهو من أبرز مصاديق البر بهما.
ويبين لنا مولانا الهادي المختار –صلوات ربي عليه وآله الأطهار- عظمة ثواب التخلق بهذا الخلق، في حديث روي مسنداً عنه في كتاب (أمالي الطوسي) عنه –صلى الله عليه وآله- قال:
"ما ولدٌ بارٌ نظر الى أبويه برحمة إلا كان له بكل نظرة حجة مبرورة.
فقالوا: يا رسول الله، وإن نظر في كل يوم مئة نظرة؟
قال –صلى الله عليه وآله-: نعم، الله أكبر وأطيب".
مستمعينا الأطائب، وفي حديث آخر مروي في كتاب أمالي الطوسي أيضاً يشير حبيبنا الهادي الأمين –صلى الله عليه وآله- أن للتحلي بهذا الخلق آثار العبادة الدنيوية والاخروية في تزكية النفس وفي عظيم الأجر، حيث قال –صلى الله عليه وآله-:
"النظر الى العالم عبادة، والنظر الى الإمام المقسط عبادة، والنظر الى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر الى الأخ توده في الله عزوجل عباده"
وروى الشيخ الطوسي في كتاب الأمالي نظير هذا الحديث عن الصحابي الجليل ابي ذر الغفاري –رضوان الله عليه-، وفيه إشارة لطيفة في الجمع مصداق الإمام المقسط والأب المعنوي للإمة وبين الوالدين في النسب، فقد روى بسنده عن حجر المذري قال:
قدمت مكة وبها أبوذر رحمه الله جندب بن جناده، وقد قدم في ذلك العالم عمربن الخطاب حاجاً ومعه طائفة من المهاجرين والأنصار فيهم علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، فبينا أنا في المسجد الحرام مع أبي ذر جالس إذ مرّ بنا علي –عليه السلام- ووقف يصلي بإزائنا فرماه ابوذر ببصره، فقلت: رحمك الله يا أباذر إنك لتنظر الى علي –عليه السلام- فما تقلع عنه؟
فقال ابوذر: إني أفعل ذلك فقد سمعت رسول الله –صلى الله عليه وآله- يقول:
النظر الى علي بن أبي طالب عبادة، والنظر الى الوالدين برأفة ورحمة عبادة والنظر في الصحيفة –يعني صحيفة القرآن- عبادة، والنظر الى الكعبة عبادة.
وهذا الحديث الشريف يذكرنا أيها الأخوة والأخوات بالحديث النبوي الشهير الذي خاطب فيه الرسول الأعظم وصيه المرتضى –صلى الله عليهما وآلهما- قائلاً (يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة).
وقد وردت أحاديث كثيرة تصرح بأن ما أوصت به الآيات الكريمة من بر الوالدين وعدم عقوقهما تشمل أيضاً في مرتبة أسمى الآباء المعنويين أي النبي الأكرم وأهل بيته المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.
وبهذه الملاحظة نختم لقاء اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران... الى لقائنا المقبل دمتم بكل خير.