بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات، معكم بفضل الله في حلقة أخرى من هذا البرنامج، نقضي فيها دقائق مع رواية مؤثرة تبين لنا ثمرة طيبة في الهداية الى الدين الحق ببركة التحلي بأحد أكرم الأخلاق التي أوصى بها الله عزوجل وهو خلق البر بالوالدين والإحسان إليهما حتى لو لم يكونا مؤمنين. كونوا معنا مشكورين.
روى ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي بسنده عن العبد الصالح زكريا بن إبراهيم قال: (كنت نصرانياً، فأسلمت وحججت، فدخلت على أبي عبدالله {الصادق} –عليه السلام- فقلت: إني كنت على النصرانية وإني أسلمت، فقال: وأي شيء رأيت في الإسلام؟
قلت: {رأيت} قول الله عزوجل "مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء"
فقال –عليه السلام-: لقد هداك الله، ثم قال: "اللهم إهده، اللهم إهده، اللهم إهده"، {يعني زده هداية}. ثم قال: سل عما شئت يا بني.
قلت: إن أبي وأمي على النصرانية وأهل بيتي، وأمي مكفوفة البصر فهل أكون معهم وآكل في آنيتهم؟
فقال –عليه السلام-: يأكلون لحم الخنرير؟
قلت: لا، ولا يمسونه.
فقال –عليه السلام-: لا بأس، فأنظر أمك فبرها، فاذا ماتت فلا تكلها الى غيرك، كن أنت الذي تقوم بشأنها.
مستمعينا الأفاضل، إلتزم العبد الصالح زكريا بن ابراهيم بوصية مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- فبر بوالدته المكفوفة فصار بره سبباً لنجاتها، قال رحمه الله في تتمة حكايته:
(فلما قدمت الكوفة، ألطفت لأمي وكنت أطعمها وأفلي ثوبها ورأسها –أي أنظفهما- وأخدمها فقالت لي:
يا بني، ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني {تعني النصرانية} فما الذي أرى منك منذ هاجرت ودخلت في الحنيفية {تعني الإسلام}؟
فقلت: رجلٌ من ولد نبينا أمرني بهذا
فقالت: هذا الرجل هو نبي؟
قلت: لا ولكنه ابن نبي
فقالت: يا بني، هذا نبيٌ، إن هذه وصايا الأنبياء.
فقلت: يا أمي، إنه ليس يكون بعد نبينا نبيٌ ولكنه ابنه.
فقالت: يا بني دينك خير دين، إعرضه عليّ قال زكريا بن ابراهيم رحمه الله: فعرضته عليها فدخلت في الإسلام، وعلمتها فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة، ثم عرض لها عارضٌ في الليل {يعني حل أجلها} فقالت: يا بني أعد علي ما علمتني، فأعدته عليها، فأقرت به وماتت، فلما أصبحت كان المسلمون الذين غسلوها وكنت أنا الذي صليت عليها ونزلت في قبرها.
مستمعينا الأفاضل ونختم لقاء اليوم من برنامجكم (معالي الأخلاق) بما رواه الشيخ الصدوق في كتاب الخصال مسنداً عن مولانا أبي الحسن الرضا –عليه السلام- أنه قال:
"إن الله عزوجل أمر بثلاثة مقرون بها ثلاثة أخرى: أمر بالصلاة والزكاة، فمن صلى ولم يزك لم تقبل منه صلاته وأمر بالشكر له وللوالدين، فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله وأمر بأتقاء الله وصلة الرحم فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عزوجل"
وفقنا الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى ببركة موالاة صفوته المنتجبين محمد وآله الطاهرين صلوات الله أجمعين
اللهم أمين، والى لقاء مقبل بأذن الله دمتم بألف خير.