بسم الله الرحمن الرحيم
سلامٌ من الله عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة منه وبركات، أطيب التحيات نهديها لكم ونحن نلتقيكم بتوفيق الله في حلقة أخرى من هذا البرنامج ودقائق نقضيها في رحاب الأحاديث الشريفة التي ترغبنا في معالي الأخلاق ومنها خلق (إكرام الفقير المسلم)، وبه أوصانا حبيبنا المصطفى –صلى الله عليه وآله- بأبلغ البيان حيث قال كما في كتاب (من لا يحضره الفقيه):
"من أكرم فقيراً مسلماً لقي الله عزوجل يوم القيامة وهو عنه راض، ألا ومن أكرم أخاه المسلم فإنما يكرم الله عزوجل".
إذن مستمعينا الأفاضل، ففي إحترام الفقير المسلم وإكرامه رضا الله عزوجل وعلى العكس من ذلك إحتقار المسلم لفقره فهو سببٌ لغضب الله وسخطه أعاذنا الله من ذلك. روي في كتاب (عيون أخبار الرضا –عليه السلام-) عن الهادي المختار –صلوات ربي عليه وآله الأطهار- أنه قال:
(من إستذل مؤمناً أو حقره لفقره وقلة ذات يده شهره الله يوم القيامه، يعني أخزاه على رؤوس الأشهاد)
وفي كتاب (عقاب الأعمال) عن إمامنا جعفر الصادق –عليه السلام- قال: "لا تحقروا مؤمناً فقيراً، فإن من حقر مؤمناً أو إستخف به حقره الله ولم يزل ماقتاً له حتى يرجع عن محقرته أو يتوب".
وفي حديث اخر مروي في كتاب (الكافي) يبين لنا مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- مثالاً عملياً لعدم إكرام الفقير المسلم والإستخفاف به هو عدم إعانته عند الحاجة، مشيراً الى أن في ذلك إستخفافاً بهم –عليهم السلام- وإنتهاكاً لحرمة الله جل جلاله.
فقد روى ثقة الإسلام الكليني بسنده عن أبي هارون أنه كان حاضراً مع جماعة من أصحاب الإمام الصادق عنده –عليه السلام- فقال:
ما لكم تستخفون بنا؟ فقام إليه رجلٌ من خراسان فقال: معاذ لوجه الله أن نستخف بك أو بشيء من أمرك، فقال –عليه السلام-: بلى، إنك أحد من إستخف بي... ألم تسمع فلاناً ونحن بقرب الجحفة –يعني في طريق الحج وهو يقول لك: إحملني قدر ميل –يعني معك على الدابة- فقد والله عييت – أي تعبت، والله ما رفعت به رأساً، لقد إستحففت به، ومن إستخف بمؤمن فبنا إستخف وضيع حرمة الله عزوجل.
ومن أبلغ ما قيل في آثار التحلي بخلق (إكرام الفقير المسلم) ما روي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- أنه سبب لسرور الله عزوجل بعبده المتحلي بهذا الخلق، فقد روي في كتاب عقاب الأعمال عنه –صلى الله عليه وآله- قال ضمن خطبة له:
"... ومن أهان فقيراً مسلماً من أجل فقره وإستخف به فقد إستخف بحق الله ولم يزل في مقت الله عزوجل وسخطه حتى يرضيه، ومن أكرم فقيراً مسلماً لقي الله عزوجل وهو يضحك إليه –كناية عن سروره ورضاه عزوجل-،
ثم قال –صلى الله عليه وآله-: ومن بغى على فقير أو تطاول عليه وإستحقره حقره الله يوم القيامة وحشره مثل الذرة في صورة رجل حتى يدخل النار".
وها نحن نصل أيها الأطائب الى ختام لقاء اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق شكراً لكم وفي أمان الله