بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة الله وبركاته، أزكى تحية نهديها لكم ونحن نلتقيكم في حلقة اليوم من برنامجكم هذا، نستنير فيه بطائفة من النصوص الشريفة التي تبين لنا فضيلة (صدق الوعد) وهو من الأخلاق التي يحبها الله عزوجل ويثني على المتحلين بها، وهذا ما نستفيده بوضوح من لقب أحد الأنبياء العظام –عليها السلام- الذين مدحهم الله في كتابه المجيد بصدق الوعد، فقال في الآيتين ٥٤ و٥٥ من سورة مريم حيث قال:
" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً{٥٤} وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً{٥٥}"
ويحدثنا مولانا الإمام جعفر الصادق –عليه السلام- عن سبب تلقيبه –عليه السلام- بهذا اللقب، في الحديث الذي رواه عنه ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي أنه قال: "إنما سمي إسماعيل –عليه السلام- صادق الوعد لأنه وعد رجلاً في مكان فانتظره في ذلك المكان سنة، فسماه الله صادق الوعد، ثم إن الرجل أتاه بعد ذلك فقال له إسماعيل: مازلت منتظراً لذلك".
مستمعينا الأفاضل، وقبل أن نتابع نقل النصوص الشريفة بشأن صدق الوعد، من المناسب أن نذكر فضيلة أخلاقية أخرى لهذا النبي الكريم –عليه السلام- وهي جميل تأسيه بالإمام الحسين –سلام الله عليه-، فقد تواترت الأحاديث الشريفة بأن الله جلت قدرته قد أطلع أنبياءه على ما سيجري على سيد الشهداء، فاختار هذا النبي الرسول مواسته –عليهما السلام- كما يخبرنا بذلك مولانا الإمام الصادق في الحديث المروي عنه بأسانيد عدة في كتاب علل الشرائع وكتاب كامل الزيارات، أنه –عليه السلام- قال:
"إن إسماعيل الذي قال الله عزوجل في كتابه "واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا" لم يكن إسماعيل بن ابراهيم –عليهما السلام-، بل كان نبياً من الأنبياء بعثه الله عزوجل الى قومه فأخذوه فسلخوا فروة رأسه ووجهه، فأتاه ملك فقال: إن الله جل جلاله بعثني إليك فمرني بما شئت "يعني من أشكال إنزال العذاب بقومه، فأبى" وقال: لي أسوة بما يصنع بالحسين (عليه السلام) ".
نعود أحباءنا الى النصوص الشريفة الواردة في الحث على التحلي بخلق (صدق الوعد) فنجد ما يصرح بأنه من علامات صدق الإيمان بالله واليوم الآخر، روي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- في الكافي أنه قال:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليف إذا وعد" .
وفي الكافي أيضاً عن مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- في حديث يبين سوء عاقبة عدم الصدق في الوعد، ويقول: "عدة المؤمن أخاه نذرٌ لا كفارة له، فمن أخلف، فبخلف الله بدأ ولمقته تعرض وذلك قوله عزوجل " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ{۲} كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ{۳}"". (سورة الصف ۲و۳)
ومسك الختام هو ما روي في كتاب (علل الشرائع) عن إمامنا الصادق في جميل التخلق المحمدي بهذا الخلق النبيل، قال –عليه السلام-:
"إن رسول الله –صلى الله عليه وآله- وعد رجلاً الى صخرة فقال: أنا ها هنا حتى تأتي، فاشتدت الشمس عليه، فقال له أصحابه: يا رسول الله لو تحولت الى الظل، قال: قد وعدته الى ها هنا وإن لم يجيء كان منه الى المحشر" .
خالص الشكر نقدمه لكم اعزاءنا على طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق ونقرنه بخالص دعواتنا... دمتم في رعاية الله.