بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في لقاء آخر مع النصوص الشريفة التي ترغبنا في معالي الأخلاق التي يحبها الله لعباده ومنها خلق (البشر وطلاقة الوجه)، ومعناه أن يلقى الإنسان الآخرين بوجه تعلوه معالم الأنس بهم والإستبشار بمعاشرته، ومن مصاديقه مثلاً التبسم عند لقائهم، ومن كرم الله أن جعل لذلك أجراً عظيما، فمثلاً روى الشيخ الصدوق –رحمه الله- في كتاب (مصادقة الإخوان) بسنده عن إمامنا أنيس النفوس الرضا –عليه السلام- قال:
".. من شرب من سؤر أخيه المؤمن –أي بقية الماء الذي شربه – يريد بذلك التواضع أدخله الله الجنة البتة،ومن تبسم في وجه أخيه المؤمن كتب الله له حسنة، ومن كتب الله له حسنة لم يعذبه" .
وفي المصدر نفسه عن مولانا الإمام محمد الباقر –صلوات الله عليه- قال: "تبسم المؤمن في وجه أخيه حسنة وصرفه القذى –أي الأذى- عند حسنة، وما عبدالله بشيء أحب إليه من إدخال السرور على المؤمن" .
أيها الأكارم، ومن مصاديق التحلي بهذا الخلق النبيل عدم إظهار الأذى والضجر عند التعامل مع أصحاب العاهات وتحمل صعوبة هذا التعامل بطلاقة وجه، وقد عدت الأحاديث الشريفة التحلي بذلك من الصدقات المباركة؛ فقد روي في كتابي )ثواب الأعمال ومن لا يحضره الفقيه) عن كريم المثوى مولانا الإمام جعفر الصادق –عليه السلام- قال:
"إسماع الأصم من غير تضجر صدقة هنيئة" .
كما أن التحلي بخلق البشر وحسن اللقاء بالآخرين من الطرق الى الجنة والفوز برضا الله جل جلاله، كما يصرح بذلك ما روي في الكافي عن أهل البيت –عليهم السلام- قالوا:
"صنائع المعروف وحسن البشر يكسبان المحبة ويدخلان الجنة، والبخل وعبوس الوجه يبعدان من الله ويدخلان النار" .
والتحلي بهذا الخلق النبيل هو قربة الى الله عزوجل بالعمل بوصايا حبيبه المصطفى –صلى الله عليه وآله- فقد روي في أمالي الصدوق عن أمير المؤمنين –عليه السلام- قال:
"إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بطلاقة الوجه وحسن اللقاء، فإني سمعت رسول الله –صلى الله عليه وآله- يقول: إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم" .
وفي الكافي عن مولانا الإمام الباقر –عليه السلام- قال: "أتى رسول الله صلى الله عليه وآله- رجلٌ فقال: يا رسول الله أوصيني، فكان فيما أوصاه أن قال: ألق أخاك بوجه منبسط" .
ومن بركات التحلي بهذا الخلق أنه يزيل الشحناء والتباغض وينشر المودة، ففي الكافي عن الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وآله- قال: "حسن البشر يذهب بالسخيمة" .
والمراد بالسخيمه هو ما يوغر الصدور من الحقد والتباغض والحسد أعاذنا الله وإياكم منها بيمن موالاة محمد وآله الطاهرين –صلوات الله عليهم أجمعين.
إنتهى أحباءنا لقاء اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق، شكراً لكم ودمتم بكل خير.