بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله، تحية مباركة طيبة نحييكم بها ونحن نلتقيكم بفضل الله جل جلاله في حلقة جديدة من هذا البرنامج، وطائفة من النصوص الشريفة التي تعرفنا بأحد معالي الأخلاق التي يتحلي بها أحباء الله وهو خلق إجتناب الحسد.
ومعنى ذلك إجتناب تمني زوال نعمة أنعمها الله من فضله على أحد من خلقه وإنتقالها للحاسد.
وهذا الخلق هو من أفضل القربات الى الله عزوجل كما يصرح بذلك مولانا الإمام موسى الكاظم –سلام الله عليه- في الحديث المروي عنه في كتاب تحف العقول للشيخ الجليل ابن شعبه البحراني، فقد قال –عليه السلام- ضمن وصيته للعبد الصالح هشام بن الحكم:
"يا هشام، أفضل ما يتقرب به العبد الى الله بعد المعرفة به، الصلاة وبرالوالدين وترك الحسد والعجب والفخر".
وترك الحسد هو –مستمعينا الأفاضل- من وسائل حفظ الإيمان وترسيحه في القلب، كما يهدينا لذلك حبيبنا الهادي المختار صلوات ربي عليه وآله الأطهار.
أجل فقد روي في كتاب (قرب الإسناد) عن مولانا الإمام الباقر –عليه السلام- قال: "إن النبي –صلى الله عليه وآله- قال:
لا تتحاسدوا، فإن الحسد ياكل الإيمان، كما تأكل النار الحطب اليابس"
كما أن التورع عن الحسد يعني حفظ المؤمن لدينه، كما يشير لذلك الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وآله- حيث يقول في خطبته الجامعة يوم الغدير: (معاشر الناس، إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد، فلا تحسدوا فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم، فإن آدم أهبط الى الأرض لخطيئة واحدة {هي} حسده على الشجرة، وهو صفوة الله عزوجل، فكيف بكم وأنتم أنتم).
وفي كتاب الوسائل مسنداً عن الإمام الباقر –صلوات الله عليه- نجد تحذيراً نبوياً مشفقاً من العواقب السيئة للحسد في إحباط الأعمال الصاحلة، كما أن فيه هداية محمدية الى سبل التحلي بخلق ترك الحسد.
قال الباقر –عليه السلام-: "إن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال ذات يوم لأصحابه: ألا إنه قد دبّ إليكم {أي نفذ فيكم} داء الأمم من قبلكم وهو الحسد، ليس {هو} بحالق الشعر لكن حالق الدين {أي يسلب التدين}"
ثم قال –صلى الله عليه وآله-:
"وينجي فيه أن يكف الإنسان يده، ويخزن لسانه ولا يكون ذا غمر على أخيه المؤمن".
والمقصود هو –مستمعينا الأفاضل- أن لا يسمح الإنسان لمشاعر الحسد بأن تنفذ الى قلبه فتدفعه الى إيذاء أخيه بيده أو لسانه إذا رأى عليه نعمة يفقدها ولا يسمح للغمر {أي الحقد} أن ينفذ الى قلبه تجاه أخيه بسبب ذلك.
أجارنا الله وإياكم مستمعينا الأفاضل من الحسد بجميع أشكاله ورزقنا التحلي بحسنة تركه ببركة موالاة صفوته المنتجبين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليه أجمعين.
اللهم أمين إنتهى الوقت المخصص لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق شكراً لكم وفي أمان الله.