بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته، بتوفيق الله نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نتوقف فيها دقائق في رحاب طائفة من النصوص الشريفة التي تهدينا الى أحد أعظم معالي الأخلاق أجراً وهو خلق التحابب في الله وهو من فروع خلق (الحب في الله والبغض في الله)، تابعونا على بركة الله:
نبدأ أحباءنا بالبشارة التالية بشأن عظمة أجر التحابب في الله، بشرنا بها حبيبنا الهادي المختار صلوات الله عليه وآله الأطهار في الحديث التالي وقد رواه المحدثان الجليلان ابو جعفر البرقي في كتاب المحاسن وثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي عنه –صلى الله عليه وآله-، قال:
"المتحابون في الله يوم القيامة على أرض زبرجد خضراء في ظل عرشه تبارك وتعالى عن يمينه وكلتا يديه يمين، وجوههم أشد بياضاً من الثلج وأضوء من الشمس الطالعة، يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب وكل نبي مرسل، يقول الناس من هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء المتحابون في الله".
أيها الأخوة والأخوات وتهدينا النصوص الشريفة الى أن التحلي بهذا الخلق علامة الفوز بمحبة الله والخير العظيم، كما تعرفنا الى وسيلة معرفة ذلك من خلال اختبار ذاتي.
روى الشيخ الصدوق في كتاب علل الشرائع مسنداً عن مولانا الإمام محمد الباقر –صلوات الله عليه – قال:
"إذا أردت أن تعلم أن فيك خيراً، فانظر الى قلبك، فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصية الله، ففيك خيرٌ والله يحبك.
وإن كان {قلبك} يبغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصية الله ففيك شرٌ والله يبغضك والمرء مع من أحب".
وفي حديث أخر يبشرنا مولانا الإمام الباقر –عليه السلام- بأن الله عزوجل يعطينا أجر التحلي بهذا الخلق الكريم حتى لو أخطأنا في تشخيص المصداق.
ففي كتابي المحاسن وأمالي الشيخ الطوسي مسنداً عن الباقر –صلوات الله عليه- قال:
"لو أن رجلاً أحب رجلاً لله لأثابه الله على حبه إياه وإن كان المحبوب في علم الله من أهل النار ولو أن رجلاً أبغض رجلاً لله لأثابه الله على بغضه إياه ولو كان المبغض في علم الله من أهل الجنة".
وأخيراً نقرأ لكم قول مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- المروي في كتاب الكافي أنه قال:
"قد يكون حبٌ في الله ورسوله –صلى الله عليه وآله-، وحبّ في الدنيا فما كان في الله وسوله فثوابه على الله، وما كان في الدنيا فليس بشيء".
رزقنا الله وإياكم أيها الأكارم حسن التحابب في الله ببركة موالاة محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين والبراءة من أعدائهم من الأولين والآخرين اللهم أمين، شكراً لكم مستمعينا الافاضل على طيب الاستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران في أمان الله.