بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله، طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير معكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نخصصها للإستنارة بطائفة من النصوص الشريفة التي ترغبنا في أحد معالي الأخلاق التي يحبها الله لعباده وهو خلق "الإجتهاد في تهذيب النفس"
وهذا من خلق المفلحين الفائزين برضوان الله، والمقصود به تزكية الإنسان نفسه بالفضائل وتطهيرها من الرذائل، قال الله تبارك وتعالى في سورة الشمس المباركة:
"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{۷} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{۸} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{۹} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا".
وتزكية النفس هو الذي وصفه النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بالجهاد الأكبر في الحديث المشهور، فقد روي في كثير من مصادرنا المعتبرة مثل كتاب (معاني الأخبار) وغيره مسنداً عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث سرية فلما رجعوا قال: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر، قيل يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس.
ثم قال (صلى الله عليه وآله): "إن أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه".
ومن مصاديق مجاهدة النفس حفظها عند إنفعالاتها في دائرة الإلتزام بأحكام الشريعة الإلهية التي فيها صلاح الدنيا وفلاح الآخرة، روى الشيخ الصدوق في كتاب ثواب الأعمال عن إمامنا جعفر الصادق (عليه السلام) قال:
"من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا إشتهى وإذا غضب وإذا رضي حرّم الله جسده على النار".
كما أن من مصاديق جهاد النفس التي يهدينا إليها إمامنا الصادق (صلوات الله عليه) ترويضها بالرياضات الشرعية على الاخلاق الإلهية التي فيها سلامتها وتطهيرها من أخلاق متبعى الشهوات التي تسوقهم الى النار.
قال (عليه السلام) في حديث رواه الشيخ الكليني في كتاب الكافي وهو يوصي أحد أصحابه:
"إنك قد جعلت طبيب نفسك وبيّن لك الدواء، وعرفت آية الصحة ودللت على الدواء، فانظر كيف قيامك على نفسك"
وفي الكافي ومن لا يحضره الفقيه عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: "إجعل قلبك قريناً برّاً وولداً واصلاً وإجعل علمك والداً تتبعد وإجعل نفسك عدواً تجاهده، وإجعل مالك عارية {أي أمانة} تردها"
وفي هذا الحديث إشارة الى الإستعانة بالعلم الشرعي وأحكام الفطرة السليمة في تهذيب النفس وإصلاحها؛ كما ينبهنا لذلك مولانا الصادق (عليه السلام) في حديث آخر يقول فيه:
"من لم يكن له واعظ من قلبه واجرٌ من نفسه ولم يكن له قرين مرشد إستمكن عدوه –اي النفس الأمارة بالسوء والشيطان- من عنقه"
وفقنا الله وإياكم أيها الأحبة للتقرب الى الله عزوجل بتزكية النفس من كل ما لا يحب إنه سميع مجيب
شكراً لكم على طيب الإصغاء الحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق دمتم بكل خير.