بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته
من أسمى معالي الأخلاق التي تحلّى بها أولياء الله وأحباءه عزوجل هو خلق إجتناب جميع أشكال معاداة خلق الله لأي سبب بإستثناء أعداءه عزوجل الذين أمر بالبراءة منهم أما غيرهم فينبغي التعامل معهم بالأخلاق الطيبة وإجتناب معاداتهم وهذا الخلق من أهم ما أوصى به الله تبارك وتعالى نبيه الأكرم صاحب الخلق العظيم فقد روى ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي بسنده عنه صلى الله عليه وآله قال: ما كان جبرئيل يأتيني إلاّ قال: "يامحمد إتق شحناء أي مباغضة الرجال وعداوتهم".
وفي الكافي عنه ايضاً صلى الله عليه وآله قال: ماعهد اليّ جبرئيل شيء ماعهد اليّ في ترك معاداة الرجال.
ويُبيّن لنا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وآله أن التحلّي بهذا الخلق النبيل يقي الإنسان ويحفظ للإنسان كرامته وعزته في المجتمع لأنه يدفع عنه آثار عداء الآخرين له.
روي في كتاب الكافي ايضاً عنه صلى الله عليه وآله قال: ما أتاني جبرئيل عليه السلام قط إلاّ وعظني فآخر قوله لي: إياك ومشارات الناس أي معاداتهم من الشر فإنها تكشف العورة وتذهب بالعز.
وفي الكافي عن سليله الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال: "من زرع العداوة حصد ما بذر".
أعزاءنا المستمعين تُصرّح الأحاديث الشريفة بأن معاداة خلق الله سبب لفساد تديّن الإنسان لأنها تؤدي الى سيطرة أهواء النفس في تعامله مع الناس. روى الشيخ الطوسي رضوان الله تعالى عليه في كتاب الأمالي عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله قال: "من كثر همه سقم بدنه ومن ساء خلقه عذّب نفسه ومن لاح الرجال أي عاداهم سقطت مروءته". ثم قال صلى الله عليه وآله: "لم يزل جبرئيل عليه السلام ينهاني عن مُلاحات الرجال كما ينهاني عن شُرب الخمر وعبادة الأوثان".
أشكر لكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران جميل المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق، تقبل الله اعمالكم ودمتم في رعايته سالمين.