بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته... تحية طيبة وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج
أيها الأعزاء، "إتباع الحق والتواضع له" هو من أكرم الاخلاق التي يحبها الله عزوجل ويبشر عباده بثمارها الطيبة في الدنيا والآخرة.
والمقصود هو أن الانسان يسعى لمعرفة الحق فإذا عرفه إتبعه سواءً وافق هواه أو خالفه.
في كتاب الكافي روى ثقة الإسلام الكليني عن إمامنا الكاظم –عليه السلام- ضمن وصيته للعبد الصالح (هشام بن الحكم) قال:
"يا هشام إن الله بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال "...فَبَشِّرْ عِبَادِ{۱۷} الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ{۱۸}".(سورة الزمر)
يا هشام إن لقمان قال لابنه: تواضع للحق تكن أعقل الناس".
مستمعينا الأفاضل، الذي نستفيده بوضوح من الآية الكريمة المتقدمة وبيان مولانا الإمام الكاظم –عليه السلام-، أن تحلي الإنسان بخلق التواضع للحق والقبول به هو الذي يمكن الإنسان من الاستفادة من نعمة العقل، وهو من أعظم النعم، إذ به يصل الإنسان للفوز والفلاح.
روي في كتاب ثواب الأعمال عن إمامنا الصادق –عليه السلام- قال: "من كان عاقلاً كان له دين، ومن كان له دينٌ دخل الجنه"
وفي المقابل فإن عدم التحلي بخلق التواضع للحق والقبول به يوقع الإنسان في رذيلة التعصب التي تسوقه الى النار
روى الشيخ الصدوق في كتاب عقاب الأعمال عن مولانا الإمام جعفر الصادق –عليه السلام- قال:
"من تعصب حشره الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية"
وروي عنه أيضاً كما في الكافي قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وآله-:
"من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الايمان من عنقه"
وقال –صلى الله عليه وآله- أيضاً:
"من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية".
وأخيراً نقرأ من نهج البلاغة بيان أمير المؤمنين –عليه السلام- لحقيقة أن اتباع الأهواء هو الذي يصد الإنسان عن التحلي بخلق التواضع للحق وإتباعه، قال –عليه السلام-:
"أيها الناس، إن أخوف ما أخاف عليكم إثنتان: إتباع الهوى وطول الأمل، فأما إتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة".
نشكر لكم أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم (معالي الأخلاق)... دمتم بألف خير وفي امان الله.