بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم اخوة الإيمان ورحمة الله وبركاته.... تحية طيبة وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج ننور فيه قلونا بالتعرف على ما تذكره النصوص الشريفة من معالي الأخلاق ومنها خلق طيب تعامل الانسان مع من يعمل في خدمته، تابعونا على بركة الله.
أمر الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم وفي عدة من آياته كالآية السادسة والثلاثين من سورة النساء بالاحسان الى طوائف من الناس منهم (ما ملكت أيمانكم) كنموذج للعاملين في الخدمة، كما أن في النصوص الشريفة كثيراً من المناهي المشددة عن القسوة معهم والاساءة اليهم؛ وهكذا كانت سيرة النبي الأكرم –صلى الله عليه وآله- وأهل بيته الطاهرين –عليهم السلام- فمثلاً روي في كتاب الخرائج عن سلمان المحمدي –رضي الله عنه- قال: كانت فاطمة عليها السلام جالسة قدامها رحىً تطحن بها الشعير وعلى عمود الرحى دمٌ سائل (من يدها) والحسين عليه السلام في ناحية من الدار يتضور من الجوع، فقلت لها: يا بنت رسول، دبرت كفاك [أي جرحت] وهذه فضة تكفيك...
فقالت –عليها السلام-: أوصاني رسول الله –صلى الله عليه وآله- أن تكون الخدمة لها يوماً ولي يوماً، فكان بالأمس يوم خدمتها.
وروي عن مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- قال:
"في كتاب رسول الله –صلى الله عليه وآله-: إذا استعملتم ما ملكت ايمانكم في شيء يشق عليهم، فاعملوا معهم فيه، ثم قال –عليه السلام-: وكان أبي يأمرهم فيقول: كما أنتم فيأتي فينظر فإن كان عملهم ثقيلاً قال: بسم الله، ثم عمل معهم، وإن كان خفيفاً تنحى عنهم"
وفي كتاب الارشاد روى الشيخ المفيد أن الامام السجاد –عليه السلام- دعا مملوكه مرتين فلم يجب ثم أجابه في الثالثة فقال له: يا بني أما سمعت صوتي؟ قال: بلى، فسأله –عليه السلام-: فما بالك لم تجبني؟ قال: أمنتك فقال –عليه السلام-: الحمدلله الذي جعل مملوكي يأمني.
وروى الشيخ الكليني في الكافي أن الامام الصادق –عليه السلام- بعث غلاماً له في حاجة فأبطأ فخرج –عليه السلام- على أثره فوجده نائماً فجلس عند رأسه يروّحه حتى انتبه...
وجاء في أمير المؤمنين –عليه السلام-:
"ولا تنهر خادمك... واعف عنه إذا عصاك"
وفي مكارم الاخلاق عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال:
"من ظلم أجيراً أجرته أحبط الله عمله وحرم عليه ريح الجنة"
وأخيراً أوصى –صلى الله عليه وآله) أمته قائلاً: كما في شهاب الأخبار:
"أعطوا الاجير أجرته قبل أن يجف عرقه"
رزقنا الله واياكم ايها الاطائب حسن الاقتداء بأهل بيت النبوة –عليهم السلام- في جميل الرفق بالناس إنه سميع مجيب... شكراً لكم على حسن الاصغاء لهذا اللقاء في برنامجكم معالي الاخلاق دمتم بألف خير وفي أمان الله.