بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته
أيها الأحبة من معالي الأخلاق الرأفة باليتيم وإيوائه والعطف عليه ورعاية مشاعره واجتناب إيذائه والتعامل معه بمزيد من العطف وهذا الخلق الكريم من أخلاق الله تبارك وتعالى كما يشير لذلك قوله عزوجل مخاطباً نبيه الأكرم –صلى الله عليه وآله- في سورة الضحى: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالضُّحَى{۱} وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى{۲} مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى{۳} وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى{٤} وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى{٥} أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى{٦}" صدق الله العلي العظيم
وقد أوصى الله عزوجل في كتابه العزيز باليتيم واليتامى في موارد عدة منها في الآية التاسعة من سورة الضحى المتقدمة حيث قال:
" فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ{۹}"
وأوصى في الآية السادسة والثلاثين من سورة النساء بالإحسان إليهم وحذر في آيات أخرى من جميع أشكال سوء التعامل معهم بأشد عبارات التحذير، فمثلاً قال تبارك وتعالى في سورة النساء الآيات ۸-۱۰:
" وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً{۸} وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً{۹} إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً{۱۰}"
وقال عزوجل في الآية ۱٥۲ من سورة الأنعام " وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{۱٥۲}" صدق الله العلي العظيم
مستمعينا الأطائب وقد أعد الله عزوجل عظيم الأجر للمتحلين بخلق التعطف على اليتيم كما أخبرتنا بذلك كثيرٌ من الأحاديث الشريفة؛ فقد روي في كتاب مكارم الأخلاق عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال في وصيته لأمير المؤمنين –عليه السلام-:
"يا علي من كفى يتيماً في نفقته بماله حتى يستغني وجبت له الجنة.. يا علي من مسح يده على رأس يتيم ترحماً له أعطاه الله عزوجل بكل شعرة نوراً يوم القيامة".
وفي كتاب قرب الإسناد عنه –صلى الله عليه وآله- قال:
"من كفل يتيماً وكفل نفقته كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وقرن بين اصبعيه المسبحة والوسطى".
ورعاية اليتيم سبب للفوز بأكرام الله وكرامته... روى الشيخ الصدوق في كتاب الأمالي ضمن خطبة رسول الله في إستقبال شهر رمضان قال –صلى الله عليه وآله-:
"ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه".
وفي الكافي عن أمير المؤمنين –عليه السلام- قال: (أدّب اليتيم بما تؤدب منه ولدك)، وأخيراً قال –عليه السلام- في وصيته لولده الامام الحسن(ع) لما حضرته الوفاة: "الله الله في الأيتام لا يضيعوا بحضرتكم، فقد سمعت رسول الله –صلى الله عليه وآله- يقول:من عال يتيماً حتى يستغني أوجب الله له بذلك الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار".
وبهذا ننهي أيها الأطائب لقاء اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران... تقبل الله أعمالكم وفي أمان الله