السلام عليكم ايها الأطائب.... تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع لقاء آخر من هذا البرنامج ومع خلق آخر من الأخلاق الفاضلة هو (حب المساكين والاحسان اليهم)... تابعونا على بركة الله.
أيها الأعزة أوصى الله عزوجل عباده بالاحسان للمساكين في عدة من الايات الكريمة منها الاية الكريمة السادسة والثلاثين من سورة النساء حيث قال جل جلاله: "وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً".
وكما تلاحظون –مستمعينا الأفاضل- فان آخر هذه الآية الكريمة يشير الى ان الاحسان للمساكين والطوائف الاخرى المذكورة فيها من مصاديق التطهر من التكبر والتعالي على الآخرين بسبب الغنى والثروة والسلطة وغيرها.
وقد روي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- ضمن وصيته الشهيرة لأبي ذر –رضوان الله عليه- قال:
"أحبّ المساكين وأكثر مجالستهم"
وفي خصال الشيخ الصدوق روي عن سلمان المحمدي –رضوان الله عليه- قال: (أوصاني خليلي رسول الله –صلى الله عليه وآله- بسبع لا أدعهن على كل حال... [وأوصاني] بحبّ المساكين والدنو منهم) وروى الشيخ الصدوق أيضاً في كتاب (من لا يحضره الفقيه) عن النبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- قال: "من أكرم فقيراً مسلماً لقي الله عزوجل وهو عنه راض"
وفي كتاب تحف العقول عنه –صلى الله عليه وآله- قال:
"طوبى لمن تواضع لله عز ذكره.. ورحم أهل المسكنة... طوبى لمن اكتسب من المؤمنين مالاً من غير معصية وعاد به أهل المسكنة".
مستمعينا الافاضل، وفي مقابل هذه النصوص الشريفة التي تحثنا على حب المساكين والاحسان اليهم ومجالستهم تواضعاً لله ودفعاً لرذيلة الكبر، نجد في النصوص الشريفة تحذيراً مشدداً من الاستخفاف بأهل المسكنة، فمثلاً روى الشيخ الصدوق في كتاب (من لا يحضره الفقيه) ضمن حديث المناهي النبوية عن الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وآله- قال: "ألا ومن استخف بفقير مسلم فقد استخف بحق الله والله يستخف به يوم القيامة إلا أن يتوب..."
وروي عن رسول الله أيضاً قال –صلى الله عليه وآله- قال:
"لعن الله من أهان الفقير لفقره... من أهان الفقير لفقره سمّي في السماوات عدو الله وعدو الأنبياء، ولا تستجاب له دعوة ولا تقضى له حاجة".
اعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران وفقنا الله واياكم للتحلي بما يحبه من مكارم الأخلاق ببركة التأسي بمحمد وآله الطاهرين صلوات الله اجمعين... نشكر لكم طيب الأصغاء لحلقة اليوم من برنامج معالي الأخلاق.. في أمان الله.