سلامٌ من الله عليكم أيها الاحبة ورحمة منه وبركات، أزكى تحية نقدمها لكم ونحن نلتقيكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من هذا البرنامج نتدبر في طائفة من النصوص الشريفة التي تعرفنا بخلق آخر من الأخلاق التي يحبها الله لعباده وهو (الحرص على أداء الدين)، تابعونا على بركة الله.
عرفنا في حلقة سابقة من هذا البرنامج أن اعانة المدين المعصر العاجز عن اداء دينه هي من الأخلاق الفاضلة، ونتعرف هنا على خلق نبيل آخر هو الاسراع في اداء الدين عند الاستطاعة.
روي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- كما في سفينة البحار أنه قال: "ما الوجع إلا وجع العين وما الهم الا هم الدين"، وروي عن الامام الصادق –عليه السلام- قال:
"خففوا الدين، فان في خفة الدين زيادة العمر وذلك لأن الدين يجلب الهم والهم يوجب قصر العمر".
وقد عدت عدم أداء الدين لصاحبه مع القدرة من مصاديق السرقة والخيانة حتى لو كان من غير المؤمنين بل ومن الفرقة الضالة كفرقة المرجئة التي أنشأها بنو أمية.
روي عن أبي ثمامة قال: دخلت على أبي جعفر الباقر –عليه السلام- فقلت له: جعلت فداك، اني أريد ان ألازم مكة وعليّ دينٌ للمرجئة فما تقول؟ فقال –عليه السلام-: إرجع الى مؤدي دينك، وانظر أن تلقى الله عزوجل وليس عليك دين فان المؤمن لا يخون وقال الامام الصادق –عليه السلام-: "السراق ثلاثة ... من استدان ولم ينو قضاءه". وقال –عليه السلام- أيضاً: "أيما مؤمن حبس مؤمناً عن ما له وهو محتاج اليه لم يذق والله من طعام الجنة ولا يشرب من الرحيق المختوم".
وفي سفينة البحار أيضاً قال المحدث القمي رضوان الله عليه: وروي عن معاوية بن وهب قال: قلت لأبي عبدالله الصادق –عليه السلام-: بلغنا أن رجلاً من الأنصار مات وعليه دين فلم يصلّ عليه النبي –صلى الله عليه وآله-، وقال: لا تصلّوا على صاحبكم حتى يقضى عنه الدين، فقال الإمام الصادق –عليه السلام-:
"ذلك حق، إنما فعل ذلك رسول الله –صلى الله عليه وآله- ليتعاطوا الحق ويؤدي بعضهم الى بعض ولئلا يستخفوا بالدين"
وأخيراً روي عن مولانا الإمام الباقر –عليه السلام- قال:
"كل ذنب يكفّره القتل في سبيل الله الا الدين، فإنه لا كفارة له إلا أداؤه أو يقضيه صاحبه أو يعفو الذي له الحق".
مستمعينا الأطائب وبهذا ننهي من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران حلقة اليوم من برنامج معالي الاخلاق، شكراً لكم وفي أمان الله.