السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج ننور قلوبنا فيه ببعض النصوص الشريفة المرغبة بأحد معالي الأخلاق التي يحبها الله ورسوله –صلى الله عليه وآله- ألا وهو خلق الرفق بالمدين المعسر الذي لا يستطيع سداد دينه... تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، أوجب الله تبارك وتعالى على المؤمنين امهال المدين الذي هو في عسر لا يمكنه من سداد دينه، كما تصرح بذلك الآية الكريمة (۲۸۰) من سورة البقرة حيث يقول عزوجل:
"وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ".
وفي مجمع البيان روي أن حد الإعسار الذي يوجب إنظار المدين معه هو كما قال مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- : "اذا لم يقدر على ما يفضل من قوته وقوت عياله على الإقتصاد".
هذا فيما يرتبط بوجوب إنظار المدين غير القادر على سداد دينه أما الخلق الاسمى الذي يدعونا له الله عزوجل فهو الذي تشير خاتمة الآية الكريمة حيث يقول عزوجل "وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون".
مستمعينا الأطائب وقد حثتنا كثيرٌ من الاحاديث الشريفة على التحلي بخلق الرأفة بالمدين المعسر واعانته، فمثلاً روى ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي عن الإمام الصادق –عليه السلام- قال: (صعد رسول الله –صلى الله عليه وآله- المنبر ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على أنبيائه ثم قال:
أيها الناس ليبلغ الشاهد منكم الغائب، ألا ومن أنظر معسراً كان له على الله في كل يوم [ثواب] صدقة بمثل ما له حتى يستوفيه.
ثم تلا الامام الصادق (عليه السلام) الآية الكريمة المتقدمة من سورة البقرة وعلق عليها قائلاً: "إن كنتم تعلمون أنه معسرٌ فتصدقوا عليه بمالكم فهو خير لكم".
وروي في تفسير العياشي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال: (من أراد الله أن يظله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله فلينظر معسراً وليدع له حقه" وفي تفسير البرهان عن الامام الباقر –عليه السلام- قال: "من سره أن يقيه الله من نفحات جهنم فلينظر معسراً أو ليدع له من حقه"
وقال الصادق –عليه السلام-: "إن الله عزوجل يحب إنظار المعسر".
وأخيراً روى الشيخ الصدوق –قدس سره- في كتاب ثواب الاعمال عن مولانا الإمام الباقر –عليه السلام- قال:
"يبعث يوم القيامة قومٌ تحت ظل العرش، وجوههم من نور ولباسهم من نور... على كراسي من نور... فتشرف لهم الخلائق فيقولون: هؤلاء الأنبياء؟ فينادي مناد من تحت العرش:ليسوا هؤلاء بأنبياء، قال: فيقولون: هؤلاء شهداء؟ فينادي مناد من تحت العرش: ليسوا هؤلاء بشهداء ولكن هؤلاء قومٌ كانوا ييسرون على المؤمنين وينظرون المعسر.."
نشكر لكم اعزاءنا مستمعي اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران طيب الاصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق.. الى لقاء مقبل بأذن الله دمتم في رعايته سالمين.