سلامٌ من الله عليكم أيها الأطائب ورحمة منه وبركات، بتوفيق الله نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج فتعرف فيها الى خلق آخر من معالي الأخلاق التي يحبها الله ورسوله وعترته (صلوات الله عليهم أجمعين)، إنه خلق (تكريم ذي الشيبة من المؤمنين)؛ وقد إعتبرته الأحاديث الشريفة من مصاديق تعظيم وإجلال الله جل جلاله، فقد روى الشيخ الصدوق في كتاب (ثواب الأعمال) مسنداً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "من تعظيم الله إجلال ذي الشيبة المؤمن".
وقد ذكرت الأحاديث الشريفة فضلاً عظيماً للتحلي بهذا الخلق النبيل منها أنه يقي المؤمن من أهوال وشدائد يوم القيامة، روي في كتاب (ثواب الأعمال) والكافي عن الصادق الأمين محمد (صلى الله عليه وآله) قال:
"من عرف فضل شيخ كبير فوقره لسنه آمنه الله من فزع يوم القيامة"
وتهدينا الأحاديث الشريفة أن تكريم ذي الشيبة المؤمن من الأخلاق التي تطهر الإنسان من رجس النفاق، قال مولانا الإمام الصادق عليه السلام كما في كتاب الكافي:
"ثلاثة لا يجهل حقهم إلا منافق معروفٌ بالنفاق: ذو الشيبة في الاسلام وحامل القرآن والإمام العادل"كما أن التحلي بهذا الخلق النبيل يدفع عن الإنسان أذى الإستخفاف به أيام شيخوخنه، روي في الكافي عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال: (من إجلال الله إجلال المؤمن ذي الشيبة، ومن أكرم مؤمناً فبكرامة الله بدأ، ومن إستخف بمؤمن ذي شيبة أرسل الله إليه من يستخف به قبل موته".
أجارنا الله وإياكم أيها الأحبه من الإستخفاف بالمؤمنين صغيرهم وكبيرهم فليس هذا من خلق صفوته المقربين محمد وآله الطاهرين (عليه السلام) قال مولانا الإمام جعفر الصادق (عليه السلام):
"ليس منا من لم يوفر كبيرنا ويرحم صغيرنا".
وقال (صلوات الله عليه) أيضاً: (عظموا كبراءكم وصلوا أرحامكم وليس تصلونهم بشيء أفضل من كف الأذى عنهم".
وأخيراً نشير أيها الأحبة الى أن توفير وتكريم شيبة المؤمنين ومعرفة فضلهم هو من الأخلاق الطيبة التي تعين المؤمن على التظهر في رذيلة العجب بالنفس والغرور، روي في كتاب (معاني الأخبار) عن الصادق (عليه السلام) قال: "من لا يعرف لأحد الفضل فهو المعجب برأية".
والى هنا ينتهي لقاءنا بكم أيها الأكارم ضمن لقاء اليوم في برنامجكم (معالي الأخلاق) إستمعتم له مشكورين في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله ودمتم بأطيب الأوقات.