سلام من الله عليكم أيها الأطائب ورحمة الله وبركاته، أهلا بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج ننير فيه قلوبنا بذكر خلق آخر من معالي الأخلاق هو (حسن الصحبة) وقد دعانا إليه الله تعالى في عدة من الآيات الكريمة، بالنسبة لمختلف طوائف الناس الأقربين منهم والبعيدين، فأمرنا بحسن مصاحبة الوالدين والعيال، وندبتنا الأحاديث الشريفة للتمسك بعرى الخلق النبيل الذي يؤسس لإقامة العلاقات الإجتماعية على أسس المودة والرحمة فتصير متينة مفعمة بالبركات.
يبني لنا مولانا أميرالمؤمنين في نهج البلاغة علامة وأثر حسن الصحبة بقوله صلوات الله عليه؛ "خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم وإن عشتم – وفي رواية إن غبتم- حنوا إليكم".
وفي الكافي والمحاسن ومن لا يحضره الفقيه مسنداً عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "يا شيعة آل محمد، إعلموا أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه ومن لم يحسن صحبة من صحبه ومخالقة من خالقه وممالحة من مالحه..".
ومثلما أن حسن الصحبة وسيلة للدخول في كرامة الإنتماء لآل محمد (صلى الله عليه وآله) فهو وسيلة للدخول في كرامة الله عزوجل، كما يشير لذلك مولانا الإمام الباقر (عليه السلام) في المروي عنه في الكافي وقريب منه في الخصال أنه قال:
"ما يعبأ بمن سلك هذا الطريق – يعني الحج والقرب من الله- إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله وحلم يملك به غضبه وحسن الصحبة".
والمؤمن، مستمعينا الأفاضل، في حاجة للتحلي بهذا الخلق النبيل مع كل من يصاحبه في سفر أو حضر، مع عياله وزوجته وزملائه في العمل وجيرانه وغيرهم، ويعرفنا مولانا الإمام الصادق بمصاديق التحلي بحسن الصحبة في الحديث المروي عنه في كتابي الكافي والمحاسن، حيث قال (عليه السلام):
"وطّن نفسك على حسن الصحابة لمن صحبت في حسن خلقك وكف لسانك – أي عما يؤذي صاحبك- واكظم غيضك وأقل لغوك وتفرش عفوك وتسخو نفسك".
ومن مصاديق حسن الصحبة ما هدانا إليه مولانا الإمام الباقر (عليه السلام) حيث قال: "من خالطت فإن استطعت أن تكون يدك العليا عليه فافعل" أي أن تكون سباقاً للتفضل على من يصاحبه بالكرم والإحسان والسعي في قضاء حوائجه ونظائر ذلك.
كما أن مصاديق حسن الصحبة حفظ أسرار الصاحب وستر عيوبه والعفو عن زلاته واجتناب ما يؤذيه واحترامه ونظائر ذلك.. قال مولانا الباقر (عليه السلام): "عظموا أصحابكم ووقروهم ولا يتهجم على بعض ولا تضاروا ولا تحاسدوا وإياكم والبخل وكونوا عباد الله المخلصين".
رزقنا الله وإياكم أيها الأحبة، حسن صحبة من صحبنا والتقرب إليه بذلك ببركة الإقتداء بمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
اللهم آمين، نشكر لكم أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران حسن مرافقتنا في حلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق دمتم بخير.