السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله، تحية طيبة ومباركة وأهلا بكم في هذا اللقاء مع الأخلاق التي يحبها الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) فمن أفاضل هذه الأخلاق خلق التمسك الصارم بالعدل في التعامل حتى مع المخالفين بل والأعداء أيضاً... وهذا ما دعانا الله له القرآن الكريم في آيات عدة، قال جل جلاله في الآية الثامنة من سورة المائدة؛
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ".
وقال عز من قائل في الآية الثانية من السورة نفسها؛
"وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ" ومعنى (لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ) أي لا يوقعكم في فعل غير صحيح أو لا يدفعكم إليه، ومعنى (شَنَآنُ) هو شدة البغض والعداوة.
إذن فمعنى هذا الخلق الذي يدعونا إليه القرآن الكريم هو أن نلتزم عرى التعامل بالعدل والإنصاف حتى مع من لا نحب، بل وحتى مع الأعداء فنجتنب العدوان عليهم.
مستمعينا الأفاضل، وهذا الخلق النبيل هو من مصاديق خلق شريف دعانا له أهل بيت الرحمة المحمدية (عليهم السلام) هو التعامل بالحسنى مع جميع خلق الله حتى المخالفين منهم.
روى الشيخ الصدوق في كتاب معاني الأخبار عن مولانا أميرالمؤمنين علي المرتضى (عليه السلام) قال: "ليجتمع في قلبك الإفتقار الى الناس والإستغناء عنهم، يكون إفتقارك إليهم في لين كلامك وحسن بشرك وسيرتك ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك".
وروي في الكافي مسنداً عن معاوية بن وهب أنه سأل الإمام الصادق قائلاً: كيف ينبغي أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وبين خلطائنا من الناس ممن ليسوا على أمرنا؟ فأجاب (عليه السلام) قائلاً: "تنظرون إلى أئمتكم الذين تقتدون بهم فتصنعون ما يصنعون فوالله إنهم ليعودون مرضاهم ويشهدون جنائزهم ويقيمون الشهادة لهم وعليهم ويؤدون الأمانة إليهم".
وأخيراً ننير قلوبنا أيها الأحبة بالوصية الجامعة لإطراف هذا الخلق النبيل التي رواها ثقة الإسلام الكليني عن مولانا الصادق (عليهم السلام) حيث قال: "أوصيكم بتقوى الله عزوجل والورع في دينكم والإجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الأمانة"،، أدوا الأمانة الى من إئتمنكم عليها براً كان أو فاجراً.. أدوا حقوقهم، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس، قيل هذا جعفري فيسرني ذلك ويدخل علي منه السرور، وقيل هذا أدب جعفر.. والله لقد حدثني أبي (عليه السلام) أن الرجل كان يكون في القبيلة وأصدقهم للحديث، إليه وصاياهم ووداعئهم، تسأل العشيرة عنه فتقول: من مثل فلان؟ إنه آدانا للأمانة وأصدقنا للحديث.
نشكر لكم أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج معالي الأخلاق.. تقبل الله أعمالكم ودمتم سالمين.