سلام من الله عليكم اخوة الايمان ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة نستهل بها لقاء اليوم من هذا البرنامج وفيه نحبب لقلوبنا احد أحب الاخلاق التي يحبها الله عزوجل ويحب أهلها، إنه خلق (كظم الغيظ)، ومعناه أيها الاعزاء كما ورد في كتب اللغة والأخلاق السيطرة على النفس وعدم السماح بظهور الغيظ والغضب مما يكرهه الانسان مع القدرة على امضاء الغيظ. فهذا الخلق هو من أعظم مصاديق الصبر وأفضل مراتب الحلم وفيه علامة على قوة صاحبه الروحية، وقد أعد الله لأهله عظيم الأجر في الاخرة وجعل لهم طيب الكرامة في الحياة الدنيا.
يكفي في بيان عظمة هذا الخلق أنه من أركان أخلاق المحسنين الذين يحبهم الله عزوجل وهو من ثمار تقوى الله أي أن التقوى تدفع الانسان للتحلي بهذا الخلق فيكون متقياً ومحسناً وهذا مانستفيده من الآيتين الثالثة والثلاثين بعد المئة والرابعة والثلاثين بعد المئة من سورة آل عمران حيث يقول الله جل جلاله "وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".
وقد جعل الله كظم الغيظ أحب السبل للتقرب منه تبارك وتعالى، وهذا مايهدينا له سيد الرسل الحبيب المصطفى في الحديث المروي عنه – صلى الله عليه وآله – في كتاب الكافي أنه قال:
"من أحب السبل الي الله عزوجل جرعتان جرعة غيظ تردها بحلمٍ وجرعة مصيبة تردها بصبر".
وفي الكافي أيضاً قال امامنا جعفر الصادق عليه السلام:
"نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها، فان عظيم الأجر لمن (هو) عظيم البلاء، وما أحب الله قوماً الا ابتلاهم".
وكظم الغيظ – أحبتنا باب فتحه الله للمؤمنين لكي يبلغوا أعلى مراتب الايمان والجنان، روى الشيخ ابوالقاسم الكوفي في كتاب الأخلاق أن رسول الله –صلى الله عليه واله- قال:
"ثلاثة يرزقون مرافقة الانبياء: رجل يدفع اليه قاتل وليه ليقتله فعفا عنه، ورجلٌ عنده أمانة لويشاء لخانها فيردها الى من ائتمنه عليها، ورجلٌ كظم غيظه عن أخيه ابتغاء وجه الله". ونقرأ في كتاب الاخلاق لأبي القاسم الكوفي أيضاً قول رسول الله –صلى الله عليه وآله: "في ليلة المعراج رأيت غرفاً في أعلى الجنان فقلت: لمن هي؟ قال: للكاظمين الغيظ وللعافين عن الناس وللمحسنين".
وأخيراً نقرأ في كتاب معدن الجواهر لأبي الفتح الكراجكي قال:
قال لقمان لابنه في وصيته: "يابني أحثك على ست خصال ٍ ليس منها خصلة الا تقربك الى رضوان الله تعالى وتباعدك من سخطه: الاولى تعبد الله لاتشرك به شيئا، الثانية الرضا بقدر الله تعالى فيما أحببت وكرهت، والثالثة تحب في الله وتبغض في الله، والرابعة تحب للناس ماتحب لنفسك، والخامسة كظم الغيظ والاحسان لمن أساء اليك، والسادسة ترك الهوى ومخالفة الردى".
نسأل الله لنا ولكم مستمعينا الأطائب توفيق التقرب اليه بالتحلي بخلق كظم الغيظ الذي جعله من أبواب رحمته الواسعة، انه سميع مجيب وبهذا ننهي لقاء اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق استمعتم له من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران شكراً لكم وفي أمان الله.