وقد تزايد ازدهار المكتبة في أواخر القرن الثامن وأوائل القرن التاسع الهجريّ. وظلّت دائرة خلال الأحقاب اللاحقة، متأثـّرة أحياناً بما يلمّ بمدينة مشهد من حوادث مدّاً أو تراجعاً، حتـّى وصلت لى وضعها الحاضر بوصفها من أكبر المكتبات في إيران وفي المنطقة.
وقد استُحدث لهذه المكتبة المركزيّة مبنىً واسع فخم على الطراز المعماريّ التراثيّ، ليتناسب وانتماءها إلى الحرم الرضويّ، وليلائم عراقتها التاريخيّة ومحتوياتها الضخمة النفيسة من الكتب الدوريّات والوثائق التاريخيّة الفريدة ممّا يهيّئ مزيداً من الفرص الثقافيّة والعلميّة لتقديم الخدمات للباحثين والمراجعين وقد أُقيم مبنى المكتبة الحديث عام ۱٤۱٤ هـ بمساحة ۲۸۸۰۰ متر مربّع. وموقعه في شماليّ مأمن الشيخ الطبرسيّ.
وتضمّ المكتبة ذات الأجنحة المتعددة ما يربو على نصف مليون كتاب، وتمتاز بوفرة ما فيها من مخطوطات، إذ تبلغ ۷٥ ألفاً ما بين كتاب ووثيقة تاريخيّة، و۳۹ ألف فيلم مصغـّر (ميكروفيلم) لمخطوطات متنوّعة من مكتبات عالميّة. هذا إضافة إلى ما تحويه المكتبات الفرعيّة لهذه المكتبة المركزيّة، والبالغ عددها أكثر من ۳٦ فرعاً في مدينة مشهد وفي مدن أخرى.
*******