السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله وبركاته
قبول العذر أيها الأحبة ومن كل معتذر هو من معالي الأخلاق التي ندبنا إليها الله عزوجل إذ ان فيه تهذيبا للنفس من شهوة الإنتقام وفيه أيضا فوز بجميل الأجر والثواب الإلهي، أي أنه من الأخلاق التي يحظى الإنسان ببركتها بخير الدنيا والآخرة. ننور قلوبنا في اللقاء من برنامجكم هذا بطائفة من الأحاديث الشريفة التي روتها مصادرنا المعتبرة في استحباب قبول العذر، تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل تصرح الأحاديث الشريفة بأن قبول العذر من المسلم من مسائل الورود على حوض رسول الله الكوثر يوم القيامة بوجه مبيض، في حين أن عدم قبول العذر يحرم الإنسان من هذه المكرمة.
نقرأ في ميزان الحكمة أن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: "من اعتذر إليه أخوه المسلم من ذنب قد أتاه فلم يقبل منه لم يرد علي الحوض غدا" وفي حديث آخر يأمرنا رسول الله – صلى الله عليه وآله – بقبول العذر من الأخ بغض النظر عن كونه محقا أم غير محق، قال الحبيب المصطفى: "من أتاه أخوه متنصلا – أي معتذرا – فليقبل ذلك منه، محقا كان أو مبطلا، فإن لم يفعل لم يرد علي الحوض".
وقال مولانا الإمام علي بن الحسين زين العابدين – عليه السلام –: "لا يعتذر إليك أحد إلا قبلت عذره وإن علمت أنه كاذب".
وروي في كتاب (غرر الكلم) للآمدي رفعه إلى أميرالمؤمنين – عليه السلام – قال: "قبول عذر المجرم من مواجب الكرم ومحاسن الشيم".
وقال – عليه السلام –: "من أحسن الفضل قبول عذر الجاني".
كما أن قبول العذر وسيلة لدفع الشر والبغضاء وإقرار المحبة والمودة بينهم، نقرأ في الكتاب نفسه قول أميرالمؤمنين – عليه السلام –: "إقبل أعذار الناس تستمتع بإخائهم وألقهم بالبشر تمت أضغانهم".
ونفهم من نظائر هذه الأحاديث الشريفة – مستمعينا الأفاضل – أن قبول عذر الكاذب وغير المحق، يفتح أمامه آفاق الشعور الفطري بالخجل من كذبه وهذا الخجل يضعف نوازع الكذب والشر في نفسه ويدفعه إلى الإعتذار الحقيقي، وهذا ما يشير إليه قول أميرالمؤمنين – عليه السلام – المروي في كتاب (الغرر) للآمدي: "الإعذار – أي قبول العذر – يوجب الإعتذار".
وتحذرنا الأحاديث الشريفة بشدة من عدم قبول العذر فهذا من صفات الأشرار، روي في كتاب (الغايات) عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: "ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى يارسول الله، قال: الذين لا يقيلون العثرة ولا يقبلون المعذرة ولا يغفرون الزلة".
وعن الوصي المرتضى – عليه السلام – قال: "أعظم الوزر منع قبول العذر، وشر الناس من لا يقبل العذر ولا يقيل الذنب".
أجارنا الله وإياكم أيها الإخوة والأخوات من صفات الأشرار ورزقنا التحلي بصفات الأبرار ببركة التمسك بولاية محمد وآله الأطهار صلوات الله عليهم آناء الليل وأطراف النهار وهكذا نصل أيها الأحبة إلى ختام حلقة اخرى من برنامجكم معالي الأخلاق استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران..
دمتم بكل خير وفي أمان الله.