السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته، أهلا بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نحبب فيها إلى قلوبنا أحد الأخلاق الزكية التي يحبها الله عزوجل من خلال التأمل فيما ورد بشأنه في أحاديث سادات المتخلقين بمعالي الأخلاق المصطفى الأمين واله الطيبين الطاهرين.
إنه – أيها الأعزاء – خلق (قبول العذر) وهو من الوسائل الجميلة للفوز بالشفاعة المحمدية. تابعونا على بركة الله ونحن نقرأ لكم طائفة من الأحاديث الشريفة التي روتها مصادرنا المعتبرة في هذا الباب.
نبدأ أيها الإخوة والأخوات بما رواه الشيخ الصدوق رحمه الله في كتابه (من لا يحضره الفقيه) بسنده عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – أنه قال ضمن وصيته للوصي المرتضى الإمام علي – عليه السلام –: ( ياعلي من لم يقبل من متنصل عذرا – صادقا كان أو كاذبا – لم ينل شفاعتي ).وفي كتاب مشكاة الأنوار للطبرسي عن الإمام الصادق – عليه السلام – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله –: "اقبلوا العذر من كل متنصل – أي متعذر – محقا كان أو مبطلا، ومن لم يقبل العذر منه فلا نالته شفاعتي".
وفي مشكاة الأنوار أيضا عنه – صلى الله عليه وآله – قال: "من اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يقبل منه، جعل الله عليه إصر صاحب مكس" أي أن الله جلت حكمته يجعل لمن لا يقبل عذر أخيه المسلم وزرا كوزر صاحب المكس وهو الذي كان يأخذ – في الجاهلية – الدراهم من الباعة أتاوة وظلما. أجارنا الله وإياكم من ذلك.
وروي في كتاب (كنز الفوائد) عن حبيبنا المصطفى – صلى الله عليه وآله – ضمن حديث طويل ذكر فيه ثلاثين من حقوق المسلم على أخيه قال في جانب منه "للمسلم على أخيه ثلاثون حقا لا براءة منها إلا بالأداء أو العفو – أي يعفو عنه أخوه –.. يغفر زلته ويرحم عبرته ويستر عورته ويقيل عثرته ويقبل معذرته..."
وفي كتاب (من لا يحضره الفقيه) ضمن وصية الإمام أمير المؤمنين لولده محمد بن الحنفية قال – عليه السلام –: "لا تصرم – أي لا تقطع – أخاك على ارتياب، ولا تقطعه دون استعتاب لعل له عذرا وأنت تلوم، اقبل من متنصل عذرا صادقا كان أو كاذبا فتنالك الشفاعة".
مستمعينا الأكارم ومن عظيم وصايا أهل البيت – عليهم السلام – بقبول عذر المعتذر ما رواه ثقة الإسلام الكليني رضوان الله عليه في كتاب الكافي أن الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام قال لولده: "إن شتمك رجل عن يمينك ثم تحول إلى يسارك فاعتذر إليك فاقبل عذره". وفي كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة لعلي بن عيسى الأربلي رحمه الله عن عبد العزيز الجنابذي قال: روي أن موسى بن جعفر الكاظم – عليه السلام – أحضر ولده يوما فقال لهم: "يا بني إني موصيكم بوصية فمن حفظها لم يضع معها، إن أتاكم آت فأسمعكم في الأذن اليمنى مكروها ثم تحول إلى الأذن اليسرى فاعتذر وقال: لم أقل شيئا، فاقبلوا عذره".
وفقنا الله وإياكم – أيها الأحبة – للتحلي بهذا الخلق النبيل فنقبل ممن أساء معذرته للكي يقبل الله منا الإعتذار فيشملنا بمغفرته ورحمته إنه أرحم الراحمين وبهذا ننهي لقاء اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران دمتم بكل خير