السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله، على بركة الله نلتقيكم في حلقة أخرى من برنامجكم هذا، ووقفة عند ما تذكره الأحاديث الشريفة لعظيم البركات الدنيوية والأخروية لخلق (العفو والصفح عن الناس)، كونوا معنا.
روى ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي مسنداً عن إمامنا الصادق – عليه السلام- أنه قال: "ثلاثٌ من مكارم الدنيا والآخرة: تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتحلم إذا جهل عليك".
وخلاف التصور الأولى فإن العفو سببٌ إلهي لإعزاز المؤمنين في الحياة الدنيا وهذا ما بشرتنا به كثيرٌ من الأحاديث الشريفة، منها المروي في كتاب الكافي عن رسول الله- صلى الله عليه وآله- قال:
"عليكم بالعفو- فإن العفو لايزيد العبد الا عزاً فتعافوا – أي ليعفو بعضكم عن بعض- يعزكم الله".
وفي الكتاب نفسه قال مولانا الإمام الباقر-عليه السلام-:
"ثلاثٌ لايزيد الله بهن المرء المسلم الا عزاً: الصفح عمن ظلمه، وإعطاء من حرمه والصلة لمن قطعه".
وجاء في كتاب مستدرك الوسائل: (كان رسول الله- صلى الله عليه وآله- يأمر في كل مجالسه بالعفو وينهى عن المثلة، وقال- صلى الله عليه وآله-: "ما من عبدٍ يعفو عن عبدٍ في حالٍ جهله إلا زاده الله بذلك عزاً".
أيها الأحبة، وتفيدنا النصوص الشريفة أن العفو وسيلة للفوز بالنصرة الإلهية للمؤمن، فقد روي في الكافي عن مولانا الصادق-عليه السلام- قال: "إن رجلاً أتى النبي-صلى الله عليه وآله- فقال: يا رسول الله، أهل بيتي أبوا إلا ثوثباً عليّ وقطيعةً لي وشتيمة، أفأرضهم، أي أعتزلهم؟ فقال- صلى الله عليه وآله-: إذن يرفضكم الله جميعا!
قال الرجل: فكيف أصنع يا رسول الله؟ أجاب: تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك، فإنك إذا فعلت ذلك كان لك من الله عليهم ظهير"
وفي الكافي أيضاً عن مولانا الإمام الكاظم –عليه السلام- قال:
"ما إلتقت فئتان قط الا نصر أعظمها عفواً".
ونقرأ في كتاب مستدرك الوسائل عن مولانا الإمام الباقر-عليه السلام- قوله:
" ثلاث لايزيد الله من فعلهن الا خيراً: الصفح عمن ظلمه وإعطاء من حرمه وصلة من قطعه".
وأخيراً نقرأ في كتاب معاني الأخبار بيان معنى(الصفح الجميل) مروياً عن إمامنا علي الرضا-عليه السلام- ففي معنى قول الله عزّ وجل: "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ" قال -عليه السلام-: "العفو من غير عتاب".
إستمعتم أحباءنا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران الى حلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق، شكراً لكم ودمتم بكل خير.