السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة مباركة نهديها لكم ونحن نلتقيكم في حلقة من هذا البرنامج نخصصها للحديث عن بعض ما ذكرته النصوص الشريفة من بركات خلق (العفو عن الناس) وهو من أزكى الأخلاق يحبها الله عزّ وجل وإرتضاها لعباده المؤمنين، تابعونا على بركة الله.
من بركات هذا الخلق النبيل مستمعينا الأفاضل هو أنه مفتاح لإصلاح المعفو عنه من جهة ولفوز من يعفو بعظيم الأجر الإلهي.
ففي مستدرك الوسائل روي عن رسول الله -صلى الله عليه وآله- في تفسير قوله جلّ جلاله "فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله"، قال: "إذا كان يوم القيامة ينادي منادٍ: من كان له على الله أجرٌ فليقم، فيقوم عند ذلك أهل العفو، فيدخلون الجنة بغيرحساب".
وروى العلامة الجليل القطب الراوندي في كتاب لب اللباب عن النبي الأكرم- صلى الله عليه وآله- قال "ثلاثة ينزلون الجنة حيث يشاؤون…الى قال: ورجل عفا عن مظلمة".
وروي في كتاب (العدد القوية) عن النبي المصطفى – صلى الله عليه وآله- قال: "ينادي مناد يوم القيامة من بطنان العرش: ألا فليقم من كان أجره عليّ، فلا يقوم الا من عفى عن أخيه".
أيها الإخوة والأخوات، وروي في تفسير النعماني مسنداً عن أميرالمؤمنين- عليه السلام- قال: (وأما الرخصة التي صاحبها فيها بالخيار فإن الله تبارك وتعالى رخصّ أن يعاقب العبد على ظلمه فقال الله تعالى "وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ" وهذا هو فيه بالخيار: إن شاء عفى وإن شاء عاقب.
وهذا هو-مستمعينا الأفاضل- سر عظمة خلق (العفو) ففيه يعفو الإنسان مع أن الله عزّ وجل جعل له الخيار في إن يعاقب أيضاً. ولذلك صار من يعفو من أهل الفضل…
روي في كتاب الكافي مسنداً عن الإمام زين العابدين-عليه السلام- قال:
"إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الأولين والآخرين في صعيد واحد، ثم ينادي منادٍ: أين أهل الفضل؟ فيقوم عنف من الناس [أي جماعة] فتلقاهم الملائكة فيقولون: وما كان فضلكم فيقولون: كنا نصل من قطعنا ونعطي من حرمنا ونعفو عمن ظلمنا، فيقال لهم: صدقتم إدخلوا الجنة".
والعفو أيها الأعزاء وسيلة لإثارة مكامن الخير في المسيئين وإصلاحهم، وبالتالي دفع شرورهم. فقد روي في مستدرك الوسائل أن رجلاً شكا الى رسول الله -صلى الله عليه وآله- خدمه فقال له: "أعف عنهم تستصلح به قلوبهم"، فقال: يا رسول الله إنهم يتفاوتون في سوء الأدب، فقال: "أعف عنهم". ففعل الرجل.
وعن أمير المؤمنين –عليه السلام- قال: "عاتب أخاك بالإحسان إليه واردد شره بالإنعام عليه".
جعلنا الله وإياكم أعزاءنا من المستجيبين لأمر الله عزّ وجل في العفو والصفح الجميل. وتقبل الله منكم طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق، إستمعتم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران دمتم بكل خير.