السلام عليكم أيها الاخوة والأخوات ورحمة الله، أهلاً بكم في حلقة اليوم من برنامجكم هذا ووقفة عند طائفة من الأحاديث الشريفة التي ترغبنا في التحلي بخلق (العفو عن الناس) من خلال تنبيهنا الى كونه خلق الذين أمرنا الله بالتأسي بهم والتخلق بأخلاقهم تابعونا على بركة الله.
روى الشيخ الصدوق رحمه الله في كتاب (معاني الأخبار) بسنده عن ناشر السنة المحمدية مولانا الإمام جعفر الصادق- عليه السلام- قال:
"إن الله تبارك وتعالى خصّ رسول الله- صلى الله عليه وآله- بمكارم الأخلاق فأمتحنوا أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمدوا الله عزوجل وارغبوا إليه في الزيادة منها وإلا فاسألوه تبارك وتعالى وأرغبوا فيها".
وكان من مكارم أخلاق الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وآله- العفو، ورد في كتاب مستدرك الوسائل لخاتمة المحدثين آية الله الشيخ النوري رحمه الله:-
"جاء في الآثار أن رسول الله- صلى الله عليه وآله- لم ينتقم لنفسه من أحدٍ قط بل كان يعفو ويصفح".
وفي كتاب الخصال للشيخ الصدوق روي مسنداً عن الإمام الصادق- عليه السلام- أنه قال: "إنا أهل بيت مروءتنا العفو عمن ظلمنا".
ونقرأ أيها الأحبة في كتاب الأمالي للشيخ الطوسي عن أحمد بن عيسى العلوي قال: قال لي جعفر بن محمد- عليهما السلام-:
"إنه ليعرض لي صاحب الحاجة فأبادر الى قضائها مخافة أن يستغني عنها صاحبها، ألا وإن مكارم الدنيا والآخرة في ثلاثة أحرفٍ من كتاب الله عزوجل هي "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ " (الأعراف۱۹۹). وتفسيره أن تصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك".
وفي الكافي عن مولانا الإمام السجاد زين العابدين- عليه السلام- قال:
"ما تجرعت جرعة أحب إلي من جرعة غيظٍ لا أكافئ بها صاحبها".
وروي في بحار الأنوار أن جارية للإمام زين العابدين- عليه السلام- جعلت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة فسقط الإبريق من يدها فشجه- أي جرحه- فرفع رأسه إليها فقالت: إن الله يقول(آل عمران۱۳٤) "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ" فقال: كظمت غيضي، قالت: "وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ"، فقال: عفى الله عنك، قالت: "وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"، قال: فاذهبي فأنت حرةٌ لوجه الله.
وأخيراً نقرأ في كتاب مصباح الشريعة قول الصادق- عليه السلام-:
العفو عند القدرة من سنن المرسلين وأسرار المتقين، وتفسير العفو أن لا تلزم صاحبك فيما أجرم ظاهراً وتنسى من الأصل ما أصبت منه باطناً وتزيد على الاحسان إحساناً.
ولن يجد الى ذلك سبيلا إلا من قد عفا الله عنه وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وزينه بكرامته وألبسه من نور بهائه لان العفو والغفران صفتان من صفات الله تعالى أودعهما في أسرار أصفيائه ليتخلقوا بأخلاق خالقهم…لذلك قال الله عزوجل "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"(النور۲۲).
شكراً لكم أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران على جميل الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق… تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.