السلام عليكم أعزاءنا ورحمة الله، معكم في لقاءٍ آخر من هذا البرنامج ننير قلوبنا بالتأمل بالنصوص الشريفة التي ترغبنا في مكارم الأخلاق التي يحبها الله لعباده المؤمنين ومنها خلق (العفوعن الناس)، وهو خلقٌ كريم من أخلاق الله العفوّ الرحيم.
نبدأ ايها الأحبة بما قاله العلامة السيد علي خان المدني الشيرازي في كتابه القيم (رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين)، قال رحمه الله:
من الخبر المشهور بين الخاص والعام أن جبرئيل عليه السلام جاء الى النبي – صلى الله عليه وآله- فقال:
أتيتك يا محمد بمكارم الأخلاق أجمعها، فقال- صلى الله عليه وآله-: وما تلك؟ فقرأ جبرئيل قول ربه الجليل في الآية التاسعة والتسعين بعد المئة من سورة الأعراف "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ " (الأعراف۱۹۹).
ثم قال: يا محمد هي أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك.
فأحسن- صلى الله عليه وآله- تقبل هذا الأمر وتلقيه حتى نزل قوله تعالى ثناءً عليه "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ"(القلم٤).
وروي في الكافي أن رسول الله- صلى الله عليه وآله- خطب في المسلمين فقال: "ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة؟ العفو عمن ظلمك ووصل من قطعك والإحسان الى من أساء إليك وإعطاء من حرمك".
وفي بحار الانوار أيضاً روي أن رسول الله- صلى الله عليه وآله- خرج يوماً فرأى قوماً يدحون حجراً كبيراً فقال: أشدكم من ملك نفسه عند الغضب وأحملكم [أي أقواكم] من عفا بعد المقدرة.
والعفو عند المقدرة هو من أسمى أخلاق الحامدين لله الشاكرين لنعمائه، قال أميرالمؤمنين – عليه السلام-: "إذا قدرت على عدوك فأجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه"، وقال: "أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة"، وقال- عليه السلام- أيضاً: "متى أشفي غيضي إذا غضبت؟ أحين أعجز عن الإنتقام فيقال لي: لو صبرت؟ أم حين أقدر عليه فيقال لي: لو غفرت".
وأخيراً نقرأ في أمالي الشيخ الطوسي ما رواه عن حبيبنا المصطفى- صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"عليكم بمكارم الأخلاق فإن ربي بعثني بها، وإن من مكارم الأخلاق أن يعفو الرجل عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه وأن يعود من لا يعوده".
قدمنا لكم أحباءنا من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران حلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق، نشكر لكم جميل الإستماع ودمتم في رعاية الله.