نفسي الفداء لسيد
خانت مواثقه الرعية
رامت امية ذله
بالسلم …لاعزت امية
حاشاه من خوف المنية
والركون الى الدنية
فأبى اباء الاسد مختارا
على الذل المنية
يابن النبي ابن الاوصي
اخا الزكي ابن الزكية
لله كم في كربلا
لك شنشنات حيدرية
فشأى السراة بعزمة
لم يثنها غير المشية
اخوتنا الأعزة المومنين …السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ان مشكلة الامة ومحل تقصيرها انها لم تعرف عقيدتها ومبادئها، ولم تطوع نفسها على التسليم لاوامر الله تبارك وتعالى ونواهيه، ومن هنا فقدت ايمانها، وتخبطت في مواقفها، بل وتجاوزت حدود الله تعالى وهتكت حرماتها …وقد سبقت لله عزوجل ايات كريمات في سورة النساء، قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ" …(الى أن قال عز من قائل) "فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً". (سورة النساء:٦٥) ثم سبق لرسول الله صلى الله عليه واله ان عرف لهذه الامة وصيه وخليفته من بعده، ودعاهم وهم ملأ عظيم عائد توا من حجة الوداع الى مبايعة وصيه، فآستجابوا بآيديهم مصافحة وبألسنتهم أقرارا وتبريكا للامام علي صلوات الله عليه، لكن الافواه اكتفت بالسلام، أما القلوب فلم يكن لها تسليم. ويأتي معوية بن ابي سفيان ايها الاخوة الأفاضل فيصبح واليا ثم اميرا وملكا على بلاد الشام، على حين غفلة من هذه الامة، فلا يكتفي بأمتناعه عن مبايعة من بايعه الناس بالأجماع على الخلافة النبوية، بل دعا الناس الى مبايعة ال ابي سفيان الطلقاء الذين حرم رسول الله امرتهم، ثم مضى يشهر سيوفه في وجه خليفة النبي علي عليه السلام في مقتلة صفين، ويشن غاراته على اطراف العراق، ويؤلب المنافقين لمحاربة ولي امر المسلمين حتى اذا استشهد الامام علي سلام الله عليه وكان معاوية قد هتك حرمته بسبه ولعنه على المنابر اكثر من الف شهر، عقد معاهدة الصلح مع الامام الحسن المجتبى عليه السلام، ثم مالبث آن نقض عهوده نهارا جهارا معلنا على مشاهد الملأ ومسامعه أنها تحت قدميه هاتين ثم كاد مكائده حتى دس السم للامام الحسن على يد امرأته جعدة فقتله وعجل في اخذ البيعة من بعده لابنه الفاسق المعلن بالفجور يزيد، وبذلك هتك حرما ت أخرى للأسلام وخلف من يواصل هذا الهتك من بعده …فماذا كان ياترى؟ اخوتنا الاعزة الاكارم ….. بدل ان يعود الامر الى الامام الحسين عليه السلام بعد موت معاوية حسب وثيقة الصلح مع الامام الحسن عليه السلام قفز يزيد الى كرسي الخلافة في الشام، ثم لم يكتف بذلك حتى اخذ يطالب اهل بيت النبوة بتقديم بيعتهم أليه وذلك ماأشار به سرجون المسيحي مولى معاوية على يزيد، فكتب الى الوليد بن عتبة واليه على المدينة: خذ البيعة على أهل المدينة …، وخذ الحسين وعبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير بالبيعة اخذا شديدا، ومن أبى فأضرب عنقه. فلما قدم والي ألمدينة على ذلك امتنع أبو عبد ألله الحسين عليه السلام قائلا (مثلي لايبايع سرا)، فأقنع الوليد بن عتبة، لكن مروان بن الحكم قال للوليد: ان فارقك الساعة ولم يبايع، لم تقدر منه على مثلها حتى تكثر آلقتلى بينكم، ولكن احبس الرجل حتى يبايع او تضرب عنقه فقال له الحسين "يا أبن الزرقاء انت تقتلني ام هو؟ كذبت وأثمت". ثم أقبل عليه السلام على والي ألمدينة قائلا له "ايها ألامير، انا اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، بنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد رجل شارب الخمور، وقاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لايبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون، آينا آحق بالخلافة".
ويمضي ابي الضيم ابو عبد الله الحسين صلوات الله عليه، لايترك فرصة مناسبة حتى يبين للناس معنى الامامة وشرفها ومسووليتها، ومن هو الامام ألحق، وماهي شرائطه وصفاته، ليفهموا ماهي واجباتهم، وأين هم الان من هذه المسوولية التاريخية ألخطيرة، وقد اتاحوا للطغاة المجال لهتك حرمات الدين، وكرامة ألمسلمين وكان من تلك الفرص ألمهمة يوم ألتقى بالحر الرياحي في طريقه الى كربلاء، فقام خطيبا فقال: "اما بعد ايها الناس، فانكم أن تتقوا اللله وتعرفوا الحق لأهله، يكن أرضى لله، ونحن أهل بيت محمد صلى ألله عليه واله أولى بولاية هذا الأمر، من هولاء المدعين ماليس لهم، والسائرين بالجور والعدوان" نقل ذلك الخوارزمي الحنفي في (مقتل الحسين)، فيما نقل البلاذري في أنساب ألاشراف، وأبن ألاثير الجرزي في (ألكامل في ألتاريخ)، والطبري في (تأريخ الامم والملوك) خطبة أخرى للأمام ألحسين سلام ألله عليه، جاء فيها قوله: "أيها ألناس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من راى سلطانا جائرا مستحلا الحرام الله، ناكثا عهده، مخالفا لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان، ولم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقا على الله أن يدخله مدخله". ثم قال عليه ألسلام: "ألا وأن هولاء قد لزموا طاعة ألشيطان، وتركوا طاعة الرحمان، واظهروا الفساد وعطلوا الحدود، واستاثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله". وهكذا عرف ومن هنا نهض ومضى، فقيل له: أين تذهب فأنك مقتول: فقال:
سأمضي وبالموت عار على ألفتى
أذا مانوى حقا وجاهد مسلما
وواسى ألرجال الصالحين بنفسه
وفارق مثبورا وخالف مجرما
فان عشت لن أندم وان مت لن ألم
كفى بك ذلا ان تموت وترغما
ومما تقدم يتضح اعزاءنا مستمعي اذاعة طهران أن الملحمة ألحسينية كشفت بأقوى صورها حقيقة ان طواغيت بني أمية هم من أوضح مصاديق حكام الجور المحاربين لله ورسوله صلى ألله عليه وأله لانهم قد نكثوا ألعهود والمواثيق الالهية.وبهذا تنتهي ألحلقة التاسعة من برنامج فاجعة كربلاء وحرمات الله قدمناها لكم ايها الاخوات و الأخوة من أذاعة طهران تقبل الله اعمالكم والسلام عليكم.