وشيّد له قبة من الآجر والجص، وهو أول من بنى عليه بناءً أيام إمرته(۱)، وكانت على القبر سقيفة وبنى حوله مسجد، ولهذا المسجد بابان أحدهما نحو الجنوب والآخر نحو الشرق، ويؤيد ذلك القول الوارد عن الأمام الصادق (عليه السلام) في كيفية زيارة قبر الحسين (عليه السلام) فقد قال: (إذا أتيت الباب الذي يلي الشرق فقف على الباب وقل...) وقال كذلك: (ثم تخرج من السقيفة وتقف بإزاء قبور الشهداء) وما زال هذا المسير قائماً حتى الآن، فالجهة المحاذية لقبور الشهداء حتى الشرق، ومرقد الشهداء يقع في شرقي مرقد الإمام وابنه علي الأكبر (عليهما السلام)، بقيت تلك السقيفة والمسجد طيلة فترة العهد الأموي وسقوط دولتهم (۱۲۳هـ) وقيام دولة بني العباس.
وفي عهد هارون الرشيد العباسي الذي ناصب العداء للعلويين فسعى إلى هدم تلك القبور العلوية الطاهرة مؤملاً أن يمحو ذكر آل محمد وعترته (عليهم السلام) التي كانت فضائلهم تسمو على المخلوقين في حياتهم وبعد وفاتهم. فأرسل أناساً طبع الله على قلوبهم فنسوا ذكر الله العظيم، فقدموا إلى المرقد الحسيني لتهديم منار الهدى ونبراس النجاة للأمة، فهدموا المسجد في حرم الحسين (عليه السلام) والمسجد المقام على قبر أخيه العباس (عليه السلام) كما دمّروا وخرّبوا كل ما فيهما من الأبنية والمعالم الأثرية، وأمرهم الرشيد بقطع شجرة السدرة التي كانت نابتة عند القبر وخربوا موضع القبر، ثم وضع رجالاً مسلحين يمنعون الناس من الوصول إلى المرقد المعظّم والمشهد المكرم حتى وفاة الرشيد عام (۱۹۳ هـ) (۲).
*******
(۱) تاريخ مرقد الحسين والعباس (عليهما السلام): ص۷۱، نقلاً عن نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين للسيد حسن الصدر: ص۲۳، ط كربلاء، راجع كتاب تاريخ مدينه الحسين (عليه السلام) للسيد حسن الكليدار آل طعمه: ج۱ ص۲۰.
(۲) راجع كتاب تاريخ مرقد الحسين والعباس (عليهما السلام): ص۷٤؛ وراجع أيضاً كتاب مدينة الحسين (عليه السلام): ج۱، ص۲۰.
*******
المصدر: موقع http://www.imamhussain.org.